من أسمى إرشادات القرآن المجيد {وذكّر فإنَّ الذكرى تنفعُ المؤمنين} (الذاريات آية 55) لقد أيقظ البشرية أكتم بن صيفي بمقولته «إنما أنتم أخبار فطيّبوا أخباركم» وزاد حبيب الطائي زينة صافية غير مزيفة لهذه المقولة المحركة للسواكن فنَظَمها نظما محكما وقدمها بقوله: «وما ابن آدم إلا ذكر صالحه أو ذكر سيئه يسري بها الكلم أما سمعت بدهر بادت أمته جاءت بأخبارها من بعدها أمم» لو رجع أحد شبابنا بعمق لقول الله تعالى خالقنا {وقُلْ الحمد لله سيريكُم آياته فتعرفونها وما ربّك بغافل عمّا تعملون} (النحل آية 93) وصبر صبرا جميلا وتربّص لأدرك مقاصد آيات الله ببيان وتبيين {قُل كل متربص فتربصوا فستعلمون من أصحاب الصراط السوي ومن اهتدى} (طه آية 135) وستنكشف الحقيقة ويتّضح أن {منْ عمل عملا صالحا فلنفسه ومن أساءَ فعليها وما ربُّكَ بظلاّم للعبيد} (فصّلت آية 46) وأن {منْ عمل صالحا من ذكر أو أُنثى وهو مؤمن فلنحيينّهُ حياة طيّبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون} (النحل آية 97) وأنّ {من يعمل سوءا يُجزَ به} (النساء آية123) من فوائد التذكير أن الإنسان فطر على النسيان من جهة ومن جهة أخرى ما أوتي من العلم إلا قليلا كما نصّ القرآن {وما أُوتيتم من العلم إلا قليلا} (الإسراء آية 85) ولهذا أشعرنا رسول الله ے أن «أعلم الناس من يجمع علم الناس إلى علمه وكلّ صاحب علم غرثان» روي عن جابر والغرثان هو الجائع المتعطش وتأكدوا يا شباب المستقبل أن {فوقَ كلّ ذي علم عليم} (يوسف آية 76) وتكرّر القول في القرآن {إنما العلمُ عند الله} (الأحقاف آية 24) (الملك آية 26) وها هو إبراهيم عليه الصلاة والسلام يقول لأبيه: {يا أَبتِ إنّي قد جاءني من العلم ما لم يأتِكَ فاتبعني أهدكَ صراطا سويا} (مريم آية 43) ألم تكن هذه والقصص القرآني أخبار؟