{والعصر إنّ الإنسان لفي خُسر} (العصر آيتان 12)، فالدهر أو الزمان يحمل في طيّاته عبرا وتقلّبات وعجائب والإنسان يعيش سرّاء الدهر وضرائه، تارة عزيزا وطورا ذليلا، وحينا غنيا وحينا فقيرا، في ساعة صحته سليمة، وفي أخرى سقيمة. ومن العجائب أن بعض مرضى الحسد والجمود أو المكر والجحود {فقد بدتْ البغضاءُ من أفواههم وما تُخفي صدورهم أكبر}(آل عمران اية 118) {يحسُدُونَ النّاسَ على ما آتاهم الله من فضله} (النساء آية 54) {يمْكُرون السيئات} (فاطر آية 10) {لا تكن في ضَيْق ممّا يمكرون} (النمل آية 70) {وأكثرُهم للحقّ كارهون} (المؤمنون آية 70) {يُجادِلونكَ في الحقّ بعدما تبيّن} (الأنفال آية6) سألني لمن تكتب؟ فأجبته للشباب فقال لي «ضياع للوقت» فقلتُ له «لأملأ الفراغ» فقال لي «اقرأ القرآن» فأجبته «ها أنا أدعم قولي بالقرآن» فقال لي: «اقرأ القرآن فقط» فأجبته في الحديث النبوي «لا يعذّب الله قلبا وعى القرآن» روي عن أبي أمامة وفسره ابن الأثير «أي عقله إيمانا به وعملا فأما من حفظ ألفاظه وضيّع حدوده فإنه غير واع له فهل وعيته؟ إن كنت حقا وعيته فلا تحسد، ولا تمكر، يبدو أنك من صنف الذين {جادلوا بالباطل ليُدحضوا به الحق} (غافر آية 5) أرجوك {لا تلبسُوا الحقَّ بالباطل وتكتموا الحقَّ وأنتم تعلمون} (البقرة آية 42) لقد تركت القرآن يجيبك عن أسئلتك ولهذا {الحق من ربّك فلا تكوننّ من الممترين} (البقرة آية 147) بهذا الأسلوب القرآني حاججوا الجامدين والجاحدين حتى يقلعوا عن الحسد والمكر والباطل ويخضعوا للحقّ بفكر نيّر وعقل حكيم وبصيرة بصير. والله يهدي المتعنتين الضالين إلى الصواب حتى لا يعيشوا في خسران مبين.