من يفكر في العودة إلى مسقط الرأس لقضاء العيد مع الأهل والأقارب يضع في حسبانه أنه سيواجه إشكالية الإنتظار والإكتظاظ ذهابا وإيابا لأن الوضع إستثنائي بجميع المقاييس. ولكنه يأمل في المقابل أن يجد بعض التحسن على خلفية أن الثغرات تداويها السنوات غير أن بعض المحطات بين المدن ما زال فيها المواطن يعاني وشركة النقل أكثر منه معاناة على غرار محطة النقل بين المدن بباب سعدون. فهذه المحطة المعضلة تسبب المعاناة للمسافرين ووسائل النقل في الأيام العادية فما بالك بالأعياد حيث أضحت على امتداد ثلاثة أيام قبل حلول العيد بمثابة السوق الأسبوعية ...هذا يدفع ذاك...وعملية إقتطاع التذاكر تحولت إلى طوابير وتدافع المسافرين غير العادي لركوب الحافلات لم يقدر عليه أعوان الشركة إلا بالإستعانة بالأمن. كما خلف خسائر مادية للشركة لأنها وجدت نفسها أمام إصلاح الأبواب المكسورة وهنا يفرض السؤال نفسه من المسؤول عن هذه الوضعية المتردية بمحطة باب سعدون ومتى تتدخل الهياكل المعنية لحل الإشكال العقاري الذي تسبب في معاناة الجميع؟ فلو تم حل هذا الإشكال لاستطاعت شركة النقل بين المدن تحديد حاجياتها من المسافرين بالنظر إلى عدد الحرفاء وهو ما يستحيل عليها الآن بسبب توافد حرفاء سيارات الأجرة « اللواج» الذين لم يسعفهم الحظ بركوب إحداها. كما أن حل إشكال المحطة يمكن الشركة من بذل مجهود أكبر لتحسيس الركاب بضرورة إتباع طريقة الحجز المبكر التي تمكنها من تحديد الحاجيات بصفة مسبقة وتفادي معاناة طوابير إقتطاع التذاكر والوضعية المتردية أيضا للمحطة جعلت الشركة تجند جميع مسؤوليها من الساعة الرابعة مساء إلى منتصف الليل لتمكين الحرفاء من حق العودة إلى مسقط الرأس. ومن واجبنا أن نحذر من العواقب الوخيمة لتواصل تردي الأوضاع بهذه المحطة خاصة وبجميع المحطات الأخرى عموما سيما بعد محاولة الإنتحار التي سجلتها مدينة سوسة لأحد الشبان جراء الضغط النفسي الذي سببه الإنتظار بالمحطة. عودة النازحين إلى المدن الكبرى تكرر ذهابا وإيابا فهم يعانون ضغط العودة لقضاء العيد مع الأهل والأقارب ويعانون ضغط العودة إلى مقرات العمل لإستئناف النشاط من جديد. والغريب في الأمر أن بعض الجهات ما زالت معزولة رغم تدخل الصندوق الوطني للتضامن 26 – 26 لفك العزلة عن المتساكنين ومن هذه الجهات منطقة حليمة بفرنانة التي يعاني متساكنوها الأمرين كل عيد بعدم توفر وسائل النقل الكافية لنقلهم إلى فرنانةالمدينة والتي منها يعانون الأمرين للتنقل إلى المدن. هؤلاء ينتظرون النقل الريفي لساعات طويلة دون أن يظفروا بواحدة لأنها تمتلئ ركابا من الأرياف التي تسبقها وهي عديدة. وهذا الخط الذي أصبح حيويا في حاجة إلى إعادة هيكلة ونظر وذلك إما بزيادة رخص النقل الريفي لينضاف مصدر رزق جديد للراغبين في ذلك أو بإعادة تهيئة الطريق بما يتلاءم واستعمال النقل الجهوي خاصة في الظروف الإستثنائية كالأعياد والمناسبات وهي كذلك فرصة لتنمية موارد الشركة. وعموما النقل في العيد في حاجة إلى مزيد العناية من قبل سلطة الإشراف التي أضحت مطالبة بدراسة حاجيات الخطوط وتوفير ما يلزم توفيره من وسائل نقل لضمان عودة محترمة للمسافرين كما أن الحريف كذلك مطالب ببذل مجهود بسيط قبل العودة والحجز بصفة مسبقة لتفادي اللخبطة والفوضى بالمحطات.