أدت الأمطار الطوفانية التي تهاطلت على معتمدية العلا من ولاية القيروان (165 مم) مؤخرا الى تسجيل عدة أضرار في البنية التحتية من طرقات وشبكات المياه والتطهير وجسور وتلوث بمياه التطهير اتضحت معالمها البارزة مع طلوع الشمس، إضافة الى حالة الذعر والذهول الناجمة عن قوة الفيضانات التي اقتحمت سيولها المنازل وبثت الهلع وعطلت الحياة الى حين. وكان من الصعب ان تعود الحياة الى طبيعتها لولا تضافر جهود السلط الجهوية والمحلية وتجند مختلف الجهات المعنية وتعاون الجميع من مسؤولين ومواطنين وقطاع خاص لمواجهة الفيضانات وتدارك ما خلفته من دمار واضطراب. فقد كان تدخل السلط المعنية ناجعا حسب تأكيد مسؤولين ومواطنين، اثر تهاطل الامطار الطوفانية منذ الساعات الأولى. ورغم شدة السيول فان التدخل العاجل لفرق الطوارئ حال دون تسجيل خسائر اكبر. أعوان الحماية المدنية وأعوان الحرس والغابات والفلاحة والتطهير والصوناد والبلدية تدخل كل حسب مجال عمله. كما تابع والي القيروان ومعتمد الجهة مختلف اطوار عمليات الانقاذ والتدخل. وقد تم تكليف لجنة متابعة مخلفات الفيضانات قصد تقصي مخاطر الطوفان على الجهة مستقبلا. ولعل أهم ما توصلت إليه تقارير مختلف الجهات المعنية وترنو الى تحقيقه جميع المصالح هو مشروع حماية مدينة العلا من الفيضانات ضمن المشروع الوطني. مسؤول محلي بمعتمدية العلا أكد ان تدخل الجهات المعنية انطلق منذ الساعات الأولى عندما اشتدت السيول ودخلت المياه الى المنازل بجهة الملاجئ. فحضر أعوان الحماية المدنية وتمكنوا بعد جهود تواصلت ليومين من افراغ المنازل رغم تضرر شاحنتهم التي انقلبت نتيجة انزلاق ارضي على مستوى أحد الطرقات. كما تم تسخير عديد الآليات من جرافات وماسحات وشاحنات ثقيلة سخرتها السلط الجهوية بالتنسيق مع الخواص ومكنت من اعادة المسالك والطرقات التي عبثت بها المياه الى سالف نشاطها. وقد تم اجراء الاصلاحات اللازمة على البنية التحتية المتضررة من قنوات وطرقات ساهم فيها عدد من المواطنين. كما بين ان الحياة عادت الى طبيعتها بنسبة 90 بالمائة مضيفا ان بعض الجوانب تحسنت عن ذي قبل مؤكدا في نفس الوقت ان السلط الجهوية برمجت بناء على التقارير المقدمة من الجهات المختصة، مشاريع بنية تحتية اضافية لتعزيز ما هو قائم. عادت الحياة الى طبيعتها في مدينة العلا وضواحيها بعد أربعة ايام من العمل المتواصل وعادت مياه الشرب كما عادت الكهرباء وتمت تسوية وضع المناطق التي انقطع عنها الماء بالتنسيق مع مندوبية الفلاحة حسب تأكيد ذات المصدر الذي اوضح انه خلافا لما تمّ تداوله فان مياه الشرب لم تختلط بمياه الصرف الصحي في القنوات التي تصل الى المستهلك وانما حدث ذلك عند مصب هذه المياه في الوادي نتيجة تهشم القنوات. وبين ان اهم مشروع سيتم دراسته هو اقامة قنال لحماية مدينة العلا من الفيضانات على مستوى وادي الخريبة بالجهة في اطار مشروع حماية المدن من الفيضانات. اصلاح وادي الخريبة سجلت الامطار المتهاطلة على مدينة العلا ارقاما مضاعفة بلغت حدود 165 مم في ليلة واحدة اثر نزول كميات كبيرة سابقة مكنت من ري الأرض التي حصلت على احتياجاتها. وتقع مدينة العلا على مستوى منخفض من منطقة طرزة الشمالية. وعندما تهاطلت الأمطار بتلك الكميات تحولت المياه المنجرفة من الاعلى الى سيول هجمت على المدينة وأعادت وادي الخريبة الى نشاطه الذي جمده الجفاف منذ سنة 1969 آخر عهد للمدينة بالفيضانات. السيد سالم الحمدي رئيس بلدية العلا بين من جهته انه حدثت اضرار كبيرة بمدينة العلا. وأوضح ان تدخل البلدية والسلط الجهوية والمحلية كان سريعا وانطلق منذ الساعات الاولى لتهاطل الامطار وانه تم تسخير جميع المعدات والآليات اللازمة لمواجهة السيول ووصف وقفة المسؤولين بانها كانت حازمة. ومن بين الأضرار التي أحصاها رئيس البلدية هو تضرر ثلاثة جسور تربط المدينة باحوازها كما تضررت قنوات التطهير التي تصب في وادي الجباس كما انسدت بالوعات هذه القنوات بالطمي وتضررت بعض الطرقات. واوضح رئيس البلدية ان تدخلهم شمل المناطق غير البلدية. وفي تقييم لما بعد الطوفان الذي دمر واربك وبث الذعر بات من اللازم التفكير في منهجية للتوقي من فيضانات مماثلة في المستقبل العاجل. ولتحقيق هذا الهدف انكبت مختلف المصالح المختصة ذات العلاقة من تجهيز وصوناد وتطهير وادارة فلاحة وغيرها على تقديم مقترحات في هذا الشأن. حماية المدينة من الفيضانات وبين السيد الحمدي رئيس البلدية ان موقع مدينة العلا المنخفض يجعلها تحت وطأة السيول الجارفة القادمة من جبل طرزة وسفحه المرتفع فوق مستوى المدينة. والح على ضرورة تدخل الهندسة المدنية لاقامة ما يتطلب من جسور وقنوات واسعة. وشدد على ضرورة وضع حزام واق في شكل سدود يمكن من حماية المدينة من الفيضانات في المستقبل على غرار الحزام المتوفر منذ سنة 1970. كما بيّن رئيس البلدية ان شبكة التطهير تحتاج الى اعادة تركيز على طول 600 متر بسبب تضررها وزوالها جراء السيول مما سبب الروائح الكريهة نتيجة ركود المياه وعدم وصولها الى الوادي وهي مسالة صحية وبيئية تحتاج الى تدخل عاجل. كما شدد السيد الحمدي على ضرورة تركيز وحدة اسعاف وتدخل سريع تكون قريبة من المدينة عند الحاجة. وختم رئيس البلدية قوله واصفا ساعات الطوفان انه حدث خوف كبير وذعر وحصلت الأضرار لكن بفضل حزم المسؤولين وعلى راسهم والي الجهة، تحول الخوف الى استبشار بموسم فلاحي مبشرا بالخير في منطقة تشكو من صعوبات في مياه الري والشرب.