كل مضيعة للوقت ملعونة منبوذة.. وتدخل في خانة الفساد الزمني والتاريخ المعاصر حافل بالأزمنة الفاسدة. والوقت الضائع لا تعويض ولا بديل له أحب حكام كرة القدم أم كرهوا حتى وإن وجدوا إلى جانبهم عشاق الوقت الضائع من العاجزين القانطين الذين إذا حمل منهم أحد مثقال قشة وتذمّر من عبئها قالوا له: «بدل الساعة بساعة أخرى»، والساعة عندهم قد تكون يوما أو أسبوعا أو سنة أو عمرا كاملا ضائعا طبعا. معذرة عن إضاعة الوقت ولندخل مباشرة في الموضوع. حكم ا لدربي بين الترجي والافريقي أضاف للمباراة أربع دقائق تعويضا للوقت الضائع. وانتهت المباراة ولم ينته وقتها الضائع في تلفزاتنا وإذاعاتنا وجرائدنا وانترناتنا وفيس بوكنا والمقدر إلى حدّ اليوم بشهر سابق وشهر لاحق من الوقت الضائع في إقامة «العيطة» واستدعاء «الشهود» على ذبيحة«القنفود» على نخب الفساد الزمني. إذ لا حديث ولا تحليل ولا اخراج ولا تصوير ولا تحكيم ولا «مافيولا» ولا تصريح.. ولا قول ولا همس ولا إشارة إلاّ للدربي وعلى الدربي. وكأن الوطن يأكل دربي ويشرب دربي ويلبس دربي ويتنفس دربي. فالكل يمدح الدربي والكل يشتم الدربي والكل خارج السرب مرة يغني على الدربي وأخرى يبكي على الدربي. وبين الغناء والبكاء تضيع الرسالة الصالحة الحق مع الزمن الضائع الفاسد ولا حكم حدد ولا أنهى هذا الوقت الضائع الفاسد. ولا مراقب خط رفع راية معلنا تجاوز كل الخطوط من طرف أولئك الذين يلعبون ويحملون شعار «الشعب يحب اللعب» خاصة إذا تعلق الأمر بالدربي. فمن أين هذا اللقيط؟ في عاميتنا «درْبى يُدَرْبي» معناه أسقط الشيء من عليائه. ومفهوم ذلك أن الدربي يعني السقوط على الرأس مباشرة. في بعض حالات العشق والغرام أحيانا وهو ما يحيلنا على الأغنية الشعبية الشهيرة «حبك درباني» ولهذا لا غرابة إن «دَرْبَى» الدِرْبي الجميع في «حبك درباني». معذرة عن اشعال هذا الشمروخ في «كليب حبك درباني».