بلغ عدد الإصابات الجديدة بفيروس فقدان المناعة المكتسبة، السيدا، في تونس خلال عام 2010 وإلى غاية شهر أكتوبر الماضي 52 حالة جديدة... وبذلك يرتفع العدد الجملي للإصابات منذ ظهور أول حالة إصابة عام 1985 إلى 1620 حالة. ويمثل الذكور 63٪ من مجموع المصابين فيما تمثل الإناث 34٪ من مجموع حاملي الفيروس والأطفال دون 15 عاما 3٪. ويشير السيد أحمد المعموري ممثل إدارة الرعاية الصحية الأساسية بوزارة الصحة إلى أن 50٪ من مجموع الحالات الجديدة يتم اكتشافها في مرحلة متأخرة. هذه الأرقام تم استعراضها صباح أمس بالعاصمة خلال يوم اعلامي نظمه ديوان الأسرة والعمران البشري لفائدة الصحفيين بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة السيدا الموافق لغرة ديسمبر من كل عام بمشاركة ممثلين عن الجمعيات الناشطة في المجال. وقد تم خلال الملتقى تقديم أبرز محاور الاستراتيجية الوطنية لمكافحة السيدا والجهود المبذولة للتصدي لمخاطر انتشار الفيروس وأبرز تحدياتها ودور مراكز الارشاد والتقصي اللائسمي والطوعي والمجاني لفيروس فقدان المناعة المكتسب. وتهدف الاستراتيجية الوطنية التي تم وضعها منذ عام 1998 بالأساس إلى الوقاية من انتشار الفيروس والحد من التأثيرات النفسية والاجتماعية للإصابة به بالنسبة للمتعايشين معه حسب ما أشار إليه السيد أحمد المعموري. وأكد المتحدث على الاستقرار النسبي في عدد الإصابات السنوية في تونس مشيرا إلى أن الحملة الوطنية لمكافحة الفيروس خلال سنة 2010/2011 ستحمل شعار «الوقاية من السيدا تعنينا ومراكز الارشاد والكشف قريبة لينا»... تأكيدا على أهمية الدور الوقائي الذي تلعبه مراكز الارشاد والتقصي اللائسمي والطوعي والمجاني. من جهته كشف الدكتور فوزي عبيد، عن إدارة الرعاية الصحية الأساسية، أن عدد المراكز بلغ 19 مركزا تتواجد في 14 ولاية في البلاد وأنه سيتم خلال شهر جانفي القادم فتح 5 مراكز جديدة في ولايات أخرى. بدوره أشاد السيد خالد خير الدين المنسق العام لمشروع التعاون مع الصندوق العالمي لمكافحة السيدا والسل والملاريا بدور هذه المراكز مبرزا أن عدد حالات التقصي لا يتجاوز 8 آلاف حالة سنويا وهو رقم دون المطلوب. كما قال إن هذه المراكز ورغم أهميتها يظل استغلالها دون المأمول. وقال أيضا إن مشروع التعاون الموقع منذ أوت 2007 بين الصندوق وتونس ممثلة في ديوان الأسرة والعمران البشري استفاد من مرحلته الأولى (2007/2008) أكثر من 200 ألف شاب وشابة من الوسط المدرسي وغير المدرسي وأكثر من 5 آلاف ممتهنة للجنس وأكثر من 4 آلاف مثلي جنسي وأكثر من 26 ألف مجنّد جديد و250 إماما وواعظا ومرشدا دينيا هؤلاء استفادوا من حصص تثقيفية ودورات تدريبية فيما يتعلق بالوقاية من الإصابة بالفيروس. وذكر السيد خالد خير الدين أن المشروع وبالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية أسهم في مساعدة 71 حاملا للفيروس من بعث مشاريع خاصة خلال السنة الثانية من تنفيذه (2008/2009). هذا المشروع يجري تمويله من قبل الصندوق العالمي لمكافحة السيدا والسل والملاريا بكلفة جملية قدرها 16 مليون دولار أمريكي أي ما يعادل حوالي 20 مليون دينار تونسي.