اضطرّ آلاف الأشخاص الى الفرار من منازلهم في شمال فلسطينالمحتلة صباح أمس بسبب أسوإ حريق غابات تشهده اسرائيل في تاريخها وأسفر عن مقتل وإصابة العشرات، حيث أعلنت حكومة الاحتلال عجزها عن احتوائه واعتبرته «كارثة قومية» بكل المقاييس. وقالت هيئة الطبيعة والمنتزهات الاسرائيلية إن الحريق قضى على أكثر من 30 كيلومترا مربعا وما لا يقل عن 1.5 مليون شجرة، ولم يتم السيطرة عليه بعد. الكرمل يحترق ودفعت الرياح القوية ألسنة النيران في اتجاه الغرب وفي اتجاه ضاحية دينيا بمدينة حيفا، حيث يسعى رجال الاطفاء الى الحيلولة دون وصول الحريق الى الضاحية ودون عبوره الطريق رقم 4 الذي يمتدّ من أسفل سفح الكرمل الى تل أبيب وإلى عزل القرى الواقعة على طول الساحل عن نطاق الحريق. وساعدت حالة الجفاف على انتشار الحريق بسرعة ممّا أدى الى انبعاث أعمدة عملاقة من الدخان. وقال شهود عيان إنه كان يمكن رؤية طائرات الاطفاء وهي تحلق في السماء وكانت تجلب المياه من البحر المتوسط لتسقطها على ألسنة اللهب. ولم يتضح بعد ما إذا كان السبب في اندلاع الحرائق حادثا عرضيا أم أنه كان متعمّدا وسارع المشرّع اليميني المتطرف ياكوب كاتز إلى إلقاء المسؤولية عن الحريق على عاتق العرب بوصفه «هجوما ارهابيا» حسب زعمه. لكن وزير الأمن العام يتسحاق أهارونوفيتش قال إن طاقم تحقيق باشر عمله وسوف يبحث عددا من الأسباب المحتملة. بما في ذلك الاهمال أو الحرق العمد وذكرت وسائل إعلام اسرائيلية أن وزير الداخلية في حكومة الاحتلال إلياهو يشاي من حزب «شاس» طالب خلال اجتماع للحكومة الأمنية المصغرة بتشكيل لجنة تحقيق رسمية في الاخفاق في مواجهة حريق الكرمل وعدم وجود وسائل متطوّرة لاخماد حرائق كبيرة. واتهم مسؤولون في وزارة المالية الاسرائيلية بشاي بأنه يتحمل المسؤولية عن هذا الاخفاق كوزير للداخلية ومسؤول عن قوات اطفاء الحرائق. «كارثة قومية» وقد اعتبرت اسرائيل أن حرائق جبل الكرمل التي قد لا يتم اخمادها إلا بعد أيام «كارثة قومية» وأكد الضابط في قوات اطفاء الحرائق مناحيم كاسيي أن عملية اخماد الحريق ستستغرق عدّة أيام. وقد قطع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو جدول أعماله العادي وزار موقع الحريق في أحراش الكرمل. ونقلت صحيفة «يديعوت أحرنوت» العبرية عن نتنياهو قوله إنها كارثة بكل المقاييس لا سياسة ولا قضايا أخرى، سأخصص كل وقتي للتعاطي مع كارثة لم تتعرض لها اسرائيل منذ قيامها عام 1948. وقال ضابط من قوات الانقاذ التي اقتحمت الحريق في محاولة يائسة لاخلاء الجرحى والضحايا إن الكارثة أكبر من الوصف. إن ما حدث في منطقة الكرمل لا يقل ضراوة عن عملية «الرصاص المصبوب» العسكرية التي قام بها الجيش الاسرائيلي ضدّ الفلسطينيين في قطاع غزة، على حدّ قوله. وكشف المفتش العام لشرطة الاحتلال الاسرائيلي إنّ ضابطين اسرائيليين في عداد المفقودين جرّاء حريق الكرمل، بينما تمكن 4 سجناء لم تعرف هويتهم من الهرب خلال اخلائهم من سجن الدامون بسبب الحرائق الهائلة.