قال رئيس حكومة الاحتلال الاسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس إنّ قرار واشنطن التخلي عن مساعيها إلى تجميد النشاط الاستيطاني الاسرائيلي والعودة الى المحادثات غير المباشرة يمكن أن يشكل دفعا لعملية السلام، زاعما أنّ المفاوضات يجب أن تتركز أولا على الأمن واللاجئين والاعتراف بيهودية اسرائيل متهرّبا بذلك من بحث قضية الحدود ووقف الاستيطان. وصرّح نتنياهو خلال مؤتمر للأعمال في تل أبيب بأن «الولاياتالمتحدة فهمت بعد عام ونصف العام أننا كنا نخوض مناقشات بلا معنى حول قضية هامشية هي البناء في المستوطنات» على حدّ تعبيره. رؤية نتنياهو وأعرب نتنياهو عن أمله في أن تؤدي هذه المحادثات غير المباشرة في نهاية المطاف الى انفراج، وأضاف أنه عندما يتم تضييق الفجوات سنصل الى المفاوضات المباشرة بهدف التوصل الى اتفاق اطار للسلامة. وكانت واشنطن أعلنت تخليها عن اقناع اسرائيل بوقف أنشطتها الاستيطانية في الأراضي المحتلة وهو ما اعتبر انتصارا لحكومة نتنياهو. وتأتي تصريحات نتنياهو مع وصول المبعوث الأمريكي الخاص بعملية السلام في الشرق الأوسط جورج ميتشل الى المنطقة حيث أجرى الليلة الماضية في القدسالمحتلة مباحثات مع نتنياهو قبل أن يتوجه اليوم الى رام اللّه للقاء رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. وقال نبيل أبوردنية، المتحدث باسم عباس إنه من المتوقع أن يقدم ميتشل تفاصيل المقترحات الأمريكية لاستئناف المفاوضات الى الجانب الفلسطيني. وأضاف أبوردينة أن الفلسطينيين سيقرّرون شأن الخطوة المقبلة بعد اجتماع لجنة المتابعة العربية على المستوى الوزاري غدا بالقاهرة. ومن جانبها قالت رئيسة حزب «كاديما» والمعارضة الاسرائيلية تسيبي ليفني إنّ اسرائيل تدخل العملية السياسية بمكانة متدنية من الناحية الاستراتيجية بعد فشل المحادثات المباشرة مع الفلسطينييين. اعتراف عالمي في الأثناء طالب عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» محمد اشتية بضرورة الحصول على اعتراف عالمي بالدولة الفلسطينية على حدود 1967. وأكد اشتية أنّ «التعنّت الاسرائيلي هو السبب الرئيسي في تعثر المفاوضات وأنه ليس من العدل أن تلقي واشنطن اللوم على الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي في ما يتعلق بتعطيل مسار العملية السلمية. وأشار اشتية الى تعدّد السيناريوهات المتاحة أمام القيادة الفلسطينية في حال فشل المفاوضات وأحد هذه السيناريوهات يتمثل في التوجه الى الأممالمتحدة ومطالبتها بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، ولكن في حال فشل جميع مساعينا للتفاوض العادل مع اسرائيل بما يكفل حقوق الشعب الفلسطيني سنتوجه الى اسرائيل ونقول لها تفضلي وتولّي المسؤولية الكاملة تجاه هذا الشعب. وأضاف القيادي الفتحاوي أن على اسرائيل أن تلتزم بالقانون الدولي الذي يؤكد مسؤولية الدولة المحتلة الكاملة عن الشعب الذي تحتله وأن تعلم أنّ هذا الاحتلال الذي تمارسه ليس مجاني بل له ثمن.