من المفترض أن تكون السياحة الداخلية عنصرا قارا في استراتيجية القائمين على القطاع وفي طليعتهم أصحاب النزل.. ذلك أن السائح التونسي هو حريف دائم ووفي ويثري خزائن النزل بأضعاف ما يتركه السائح الأجنبي.. وهو الذي يساهم في انعاش القطاع في السنوات العجاف. وفوق هذا فهو ابن البلد ومن حقه التمتع بما يتوفر من نزل ومن بنى تحتية للراحة والاستجمام.. هذه حقيقة يدركها الساهرون على القطاع ولذلك يسعون دوما لإقرار حوافز لتشجيع السياحة الداخلية.. ويدركها أيضا كثيرون من أصحاب النزل.. إلا أن البعض يصرّ على السباحة ضد التيار وتسكنهم عقلية تمييز السائح الاجنبي في كل الظروف والأحوال واعتبار النزيل التونسي نزيلا من درجة ثانية أو أقل. فما معنى أن يطالب مواطن تونسي اصطحب زوجته وابنته في استراحة بأحد النزل بتسديد معلوم كامل لوجبات ابنته التي لم تتجاوز الثلاث سنوات؟ وما معنى أن يعامل معاملة باردة جافة مع أنه يدفع نقدا مقابل اقامته الكاملة؟ تونس بلد الضيافة والقبول الحسن للسائح الاجنبي وهذا ما يجب أن يتجلى في معاملات كل المتدخلين في الخدمات الفندقية.. ولكن هذا الجانب لا ينزع من المواطن التونسي حقه في معاملة لائقة حين ينزل حريفا في نزل تونسي.. هذه حقيقة على الجميع التسليم بها وتجسيدها لدعم السياحة الداخلية والتشجيع عليها لتصبح رقما قارا في معادلة.. النهوض بقطاع السياحة.. لأنه رقم مضمون لا يتأثر بأي شيء.. ويمثل مع السياحة الخارجية أحد الجناحين اللذين يفترض أن يحلّق بهما القطاع عاليا.. أليس كذلك.