اعترف علنا واتحمل تبعات اعترافي حتى وإن كان من اعترف بذنبه فلا ذنب عليه، بأن من أكبر عيوبي استباحة احراج نفسي لنفسي بالأسئلة المشفرة التي تبحث عن أجوبة مقرصنة. كأن أسألها مثلا عن وجه الشبه بين الحلزون المتقوقع في قوقعته المغلقة والمسؤول المتقوقع في مكتبه المغلق الموصد في وجوه الجميع. وهذه النوعية من المسؤولين كاذب على نفسه وعلى الناس من يدعي أنها انقرضت من دوائرنا الادارية تماما وماذا يكون الجواب عن وجه الشبه بينهما سوى أنهما شريكان في «الحلزنة» وكلاهما يمارس رياضة الانكماش واخفاء الرأس والتوقف عن الحركة كما لو كان ميتا لمجرد سماع صوت ولو كان حفيف نسمة او مواء قط. أو نباح كلب أو عواء ذئب او صياح ديك... كلاهما وهذا المهم يهوى التزحلق على الثنايا الرطبة عبر الانزلاقات السهلة المعبدة باللعاب، وكلبهما يعشق العيش تحت البيوت المكيّفة والأطرف من هذا أن كلاهما مغرم بالتسلّق في الأعالي وهو متقوقع «متمكتب»، وكلاهما قد تراه ولكن لا ترى له ملامح وجه. ومن منا يعرف الحلازين من خلال وجوهها؟ وكلاهما غالي الثمن. وكم من العائلات من عاشت وتعيش من وراء الحلزون البرّي أو المُربى تحت البيوت المكيفة أعرف من أبناء العشيرة من الكادحين مختصين في الحفر عن الحلزون المدفون في التربة ويحددون بالضبط موقعه ويسمون هذا الموقع «دارا». وهكذا أخي القارئ نكتشف في مجال الحلزنة أن للحلزون دارا في الادارة التي كتب في شأنها الزميل خالد الحداد مرة أن «مازال فيها متمسكون بسياسة الأبواب المغلقة» مع الاعتذار لكل من يدعي أو يوهم نفسه من المتحلزنين بأنني أحفر تحته فما المانع من ذلك على كل من يعرف دارا للحلزون!!؟