إلى جانب المطالبة بحل الحزب الحاكم واستقالة كل أعضاء الحكومة المؤقتة من مناصبهم، اهتم أهالي بنقردان بتمتين العلاقة بين الشعب الليبي والشعب التونسي والتي تعتبر هامة جدا للطرفين لما لها من علاقة بالاقتصاد والاستقرار والتواصل الاجتماعي بين الشعبين الشقيقين ، وببادرة طريفة فيها الكثير من المعاني والدلالات قام أمس أهالي بنقردان وبالتنسيق مع الإتحاد المحلي للشغل بتنظيم استقبال شعبي لليبيين الوافدين إلى تونس من خلال تقديم بعض المرطبات والمشروبات وهي بادرة شملت حتى المغادرين من التراب التونسي. حسن أصيل ولاية مدنين والقاطن بليبيا ذكر أنها بادرة طيبة لقيت صدى طيبا في الجماهيرية ويستعد الجانب الليبي لتنظيم بادرة مماثلة، كما حدثنا فتحي وهو ليبي الجنسية حيث أعجب باللافتة العملاقة التي كتب عليها «لا للمغالطات .....الشعب الليبي والشعب التونسي شعب واحد» والموجودة في وسط مدينة بن قردان. وهو ما يبين أن ما تسعى إليه عديد الأطراف من رغبة في إيجاد الصعوبات أمام تنقّل المسافرين وتبادل البضائع التي كانت تتمعش مع العائلة الحاكمة من خلاله الهيمنة على جلب مختلف السلع والبضائع منها النحاس والذي يتم ترحيله إلى تونس بحراسة أمنية وعبر تنسيق مع عدّة جهات أخرى في الديوانة التونسيّة. والجميع في بن قردان كان يعرفُ ذلك ولكن لم يكن أحد قادرا على كشف هذه الحقائق وسط التغطية التي يقوم بها المسؤولون الإداريون والأمنيون بالجهة وفي الظل التهديدات باستعمال العصا الغليظة والضرب والتهديد المتواصل. منفذ رأس جدير الحدودي وذكر السيّد محمّد وهو تاجر في سوق ليبيا أنّ الطرابلسيّة تفطّنوا خلال الأعوام الأخيرة إلى منفذ رأس جدير الحدودي فقاموا باستغلاله لتنمية ثروتهم عبر السوق السوداء وجلب البضائع المختلفة وبكميات كبيرة، وفي هذا الإطار يُمكن فهم ما كان يجري في العديد من المرات من ضغط من أجل غلق وتوتير الأوضاع في النقطة الحدوديّة بين تونس وليبيا وذلك لاستغلال أكثر ما يُمكن من مجالات لتسويق بضائعهم في الأسواق التونسيّة الموازية. ويُطالب أهالي بن قردان بكشف عصابات «الحرّاقة» وفضحهم وتحديد المسؤوليات تُجاه من كان يقوم بتلك المؤامرات التي كادت أن تمسّ علاقة الشعبين الشقيقين وتواصلهم التاريخي والحضاري. ومن جهة أخرى تجمع أمس أهالي بنقردان أمام مقر الجامعة الدستوريّة للتجمع الدستوري الديمقراطي وتمت إزالة شعار التجمع وكتابة «مقر الصندوق الوطني للتأمين على المرض CNAM » حيث عانى أهالي بنقردان الويلات من خلال فقدان خدمات هذا الصندوق بالمدينة مع تعهد بعض المواطنين بتأثيثه من مكاتب وحواسيب تليق بخدمات هذا الصندوق، وهي دعوة ضمنية للمسؤولين على الصندوق للنظر في تركيز مكتب محلي ببنقردان وتخفيف الضغوط التي كانت مفروضة عليهم جراء تكبّد مصاريف التنقل إلى مركز ولاية مدنين. مطالبة بإبعاد رئيس مركز الشرطة كما تواصلت الوقفات الاحتجاجية أمام مقر منطقة الشرطة ببنقردان مطالبة بإبعاد رئيس مركز الشرطة والذي عُرف بغطرسته وبعنفه الشديد مع الأهالي وتعديه على أبسط حقوقهم وتعمده طلب الرشاوى أو النيل من كل مخالف لطلبه وهو ما تبيّنه الشعارات المكتوبة على حائط منطقة الشرطة وكذلك هو الشأن بالنسبة إلى شخص ثان وهو المشهور والموصوف بكنية «عميل الطرابلسية» والذي كانت له علاقة كبيرة ومشبوهة مع عائلة الرئيس المخلوع والمصدر هو احتجاجات الأهالي المشاركين في المسيرة السلمية والكتابات المتواجدة على أكثر من حائط في البلدة ، ويُطالب الأهالي في مسيراتهم الاحتجاجيّة بضرورة مُلاحقة هؤلاء ومتابعتهم. أهالي بن قردان وأشقاؤهم الليبيون يقولون بأنّ علاقاتهم أقوى من المسائل السياسية وأنّ تطلعهم للمستقبل فيه الكثير من الآفاق نحو مزيد التعاون والتقارب والشراكة.