في خضم ما يجري من احداث متسارعة كأنها الحلم... وفي اطار ما اطلق عليه الشعب «التغيير الكامل» بالقطع مع أذيال الماضي القريب وفي غمرة القفزة النوعية في مطالب الجماهير ومداها المنطقي والمعقول صار لزاما علينا في صلب الشأن الرياضي ان نضع سؤالا ساخنا كالجمر وننتظر الاجوبة من أهل الاختصاص... هذا السؤال يقول: هل حان وقت سحب البساط من تحت قدمي المكتب الجامعي الحالي لكرة القدم بما ان كل خلق الله يعرف انه كان مسنودا وممنوعا من اللمس والانتقاد أم أن هذا المكتب له كامل الحق والصلاحية ان يواصل مهامه بدعوى انه تم انتخابه من طرف مسؤولي الاندية في عملية انتخابية لا لُبس فيها ولا شك...؟؟ السؤال نراه منطقيا في هذا الوضع «الانقلابي» الذي تعيشه تونس طالما ان الشعب بعد كل هذا الغضب وهذا المجهود الخرافي النادر من حقه عندما ينفض يديه من أهل السياسة ان يلتفت الى أهل الرياضة التي عبثت بها يد الأقدار كيفما تريد وتلاعبت بها الايادي القذرة مثلما شاءت وسيّسها البعض حسب أهوائه وميولاته في زمن كنّا نودّ خلاله «ترييض» السياسة فإذا بهم يسيّسون الرياضة لتصبح رقما صعبا للذين يحاولون فهم ما يجري على الساحة. اختلطت اذن الرياضة بالسياسة وتناثرت الحقائق هنا وهناك وأصبحت لنا «مدائح وأذكار» في زمن كنّا نروم فيه ان تخلصنا الرياضة من أتعاب كامل الاسبوع فإذا بها تتحوّل الى كابوس جديد ينضاف الى كوابيسنا اليومية بعد ان استحالت بعض العناصر الى أدوات قمع واستفراد بالرأي ومحاربة كل الرافضين لسياستهم بشتى الوسائل حتى يصمتوا او يقع اجبارهم على الصمت وهي سياسة توخاها الرجل الاول لجامعة الكرة علي الحفصي بدعوى انه قريب من «العائلة المالكة» او بالاحرى مسنود من أعمدة «العائلة المالكة». الآن سقطت ورقة التوت على الجميع وصار من حق «الشعب» (بعد ثورة الياسمين) ان يطالب بحقه في ايجاد حقل «نظيف» للرياضة وخاصة لكرة القدم بعد ان بان بالكاشف ان المكتب الجامعي الحالي لا يحتاج فقط الى «مراجعة تاريخية» بل الى فعل آخر تنجلي به غمّة العهد البائد ويستقيم فيه حال الكرة التونسية التي تراجعت في هذا الظرف الوجيز الذي حكم فيه علي الحفصي وجماعته كأبشع ما يكون وكأتعس ما يكون وحققنا فيه نتائج أعادتنا سنوات الى الخلف... علي الحفصي تحدث عن استعداده لخوض جلسة عامة انتخابية خارقة للعادة... وهذه نراها أوّل رجّة تحت قدمي هذا «الرئيس» لأنه ما كان ليطلب ذلك لو كان انتخابه قانونيا ولو لم تلعب فيه أيادي العبث لعبتها القذرة...