القاهرة بغداد باريس (وكالات) : أوفدت أمس فرنسامسؤولا الى بغداد فيما كان وزير خارجيتها بالقاهرة في اطار تحرّك ديبلوماسي واعلامي كبير لأجل الافراج عن الصحفيين الفرنسيين اللذين تحتجزهما جماعة «الجيش الاسلامي في العراق» منذ أيام. وبعد تدخل الرئيس الفرنسي أول أمس عبر التلفزيون تمكنت الديبلوماسية الفرنسية من حشد تأييد عربي واسلامي واسع قد يفضي الى اقناع الخاطفين بالافراج عن الصحفيين. وانقضت مساء أمس مهلة ال48 ساعة التي حددتها جماعة «الجيش الاسلامي في العراق» لفرنسا كي تلغي القانون الذي يحظر ارتداء الحجاب في المدارس الفرنسية لكن الحكومة الفرنسية أكدت أن العمل بالقانون سيبدأ الخميس المقبل مع انطلاقة العام الدراسي الجديد... وحرص المسؤولون الفرنسيون ووسائل الاعلام على التأكيد على ان القانون لا يستهدف الاسلام او المسلمين سعيا لاقناع خاطفي الصحفيين «جورج مالبرونو» (من صحيفة لوفيغارو) و»كريستيان شيسنو» (اذاعة فرنسا الدولية) بالافراج عنهما. حملة كبيرة وكي لا يلقى الصحفيان مصير الصحفي الايطالي «انزو بالدوني» تحركت فرنسا سياسيا واعلاميا تجاه العالم العربي بالخصوص طلبا للمساعدة. وكان يفترض ان يتوجه الرئيس الفرنسي جاك شيراك أمس الى منتجع «سوتشي» على البحر الاسود للاجتماع بنظيره الروسي فلاديمير بوتين والمستشار الالماني غيرهارد شرودر لكنه أرجأ الرحلة الى صباح الثلاثاء لمتابعة تطورات الملف من مكتبه في الاليزيه. وكان شيراك قد توجه أول أمس بخطاب الى الشعب عبر التلفزيون وطالب رسميا بإطلاق سراح الصحفيين المحتجزين مشيدا بموقف ممثلي الجالية المسلمة في فرنسا الذين طالبوا بالافراج فورا عن الصحفيين المخطوفين. وشدد شيراك على ان فرنسا تضمن بقوانينها وقيمها التسامح والاحترام وحرية ممارسة الشعائر لكل الديانات. وكان تدخل شيراك البداية الفعلية لعملية تعبئة ديبلوماسية واعلامية شاملة تسارعت وتيرتها أمس بتوجه وزير الخارجية ميشال بارنييه الى مصر وايفاد مسؤول من الخارجية الفرنسية الى بغداد. ومن القاهرة حيث التقى بالخصوص نظيره المصري احمد أبو الغيط والأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى والداعية الاسلامي المعروف الشيخ يوسف القرضاوي، وجه بارنييه نداءين أحدهما عبر قناة «الجزيرة» القطرية لاطلاق الراهينتين باسم الانسانية. وتوجه بارنييه لاحقا الى الاسكندرية للقاء مدير المخابرات المصرية عمر سليمان الذي يعرف الكثير عن الجماعات الاسلامية في المنطقة ثم غادر لاحقا باتجاه عمان. مواقف متطابقة وتمكنت الديبلوماسية الفرنسية من حشد دعم سياسي عربي رسمي وشعبي لأجل الافراج عن الصحفيين المخطوفين وهو ما ترجمته المواقف المطالبة بتسريح الفرنسيين المحتجزين في العراق. ودعا أمس عمرو موسى الى اطلاق الصحفيين بأسرع وقت ممكن، فيما ندد «الأزهر» والصحفيون العرب بعملية الخطف. وأدان الاردن بدوره خطف الصحفيين الفرنسيين، كما ان جماعات اسلامية في العالم العربي أعلنت رفضها لخطف الصحفيين الذين يقومون بفضح الجرائم الأمريكية في العراق. ولاحظت منظمات وأحزاب ونقابات عربية ان فرنسا من بين الدول العربية القليلة التي ناصرت القضايا العربية وطالبت بالافراج فورا عن الصحفيين المحتجزين. ودعت أمس مجددا هيئة علماء المسلمين السنّة في العراق الى لافراج عن الصحفيين وهي الدعوة ذاتها التي وجهتها أمس من بيروت مئات الشخصيات الوطنية العراقية المناهضة للاحتلال.