في خضم التغيرات السياسية التي تعيشها البلاد منذ فترة تدعمت في الآونة الأخيرة فكرة انشاء هيكل نقابي يتمتع بكل الصلاحيات القانونية للدفاع عن مصالح اللاعبين ويرعى حقوقهم ضد تجاوزات مسؤولي الأندية. «الشروق» حرصت على الاقتراب أكثر من اللاعبين والحديث اليهم حول أهمية هذا الهيكل في حياة اللاعب وهل بالامكان أن يساهم في ترسيخ مفهوم صحيح للاحتراف؟ رامي الجريدي (الملعب التونسي) «فكرة انشاء نقابة تعنى بشؤون اللاعب كانت مطروحة منذ فترة طويلة وتدعمت في الآونة الأخيرة بموافقة وزير الشباب والرياضة الذي استقبلنا في مكتبه وتطرقنا معه الى الحديث عن هذه النقطة وبعض المحاور الأخرى التي لها علاقة بقطاع الكرة في تونس أعتقد أن اللاعب في تونس بات في أمس الحاجة الى مثل هذا الهيكل من أجل ضمان حقوقه التي ينص عليها عقد الاحتراف في صلب فريقه ومن ثمة التفرغ الكلي للكرة بعيدا عن الضغوطات التي عادة ما تفرزها اخلالات المسؤولين بأحد فصول العقد خاصة المادية منها وأيضا لضمان حق اللاعب في حالة تعرضه الى اصابة قد تبعده نهائيا عن الملاعب مثلما حصل لزميلنا إلياس برينيس الذي لم يجد السند المادي الكافي للعودة من جديد الى حياته الطبيعية. كريم بن عمر (النادي البنزرتي): حق مشروع في زمن الحريات «من حق القطاع الرياضي في تونس أن يستفيد من التغيرات السياسية التي عرفتها البلاد في الفترة الأخيرة ويعيش على ايقاع افرازات الثورة المباركة التي مهدت الطريق لمزيد من الحريات ولئن اتفق أغلب رؤساء الاندية على تأسيس ودادية خاصة بهم فإنه أيضا من حق اللاعب ان ينضوي تحت هيكل يضمن حقوقه ويرعى شؤونه ويكون ممثلا عنه في نزاع مفترض بينه وبين ادارة فريقه قد يتبادر للذهن ان هناك تداخلا بين دور هذا الهيكل وما يمكن أن يقوم به وكيل أعمال اللاعب، فقط أقول ان لكل طرف تخصصه ومجال للتدخل وكلاهما سيلعب دورا مهما في تأمين مستقبل أفضل للاعب من حيث ضمان حقوقه وجعله يتفرغ فقط للكرة، اعتقد ان الفكرة بدأت تتشكل بنسبة كبيرة وتستقطب أكثر من 80% من اللاعبين وهذا لوحده دليل على أهمية هذا المطلب. أولى المطالب التي أنادي بها عبر هذا الهيكل هو العودة في أسرع وقت الى النشاط والغاء مباريات البطولة في شهر رمضان». بلال بشوش (أمل حمام سوسة): حماية للاعب والأندية «انشاء مثل هذا الهيكل سيساهم من دون شك في حماية مصالح اللاعبين ويدافع عن حقوقهم ضد تجاوزات بعض المسؤولين ورؤساء الأندية خاصة في ما يتعلق بمسألة المستحقات المالية والالتزام بفصول العقد المبرم بين الطرفين، اعتقد أن الظروف التي يعيشها لاعب كرة القدم في تونس في غياب التوازن الذهني والتفرغ التام للنشاط الرياضي سيفرض عليه من دون شك الانضواء تحت هيكل منظم يرعى شؤونه، لكن في المقابل يجب التأكيد أن مثل هذه المبادرة ستساعد على ترسيخ المفهوم الصحيح للاحتراف وتفرض عنصر الانضباط لدى اللاعب الذي سيكون مطالبا باحترام الفريق الذي يلعب لفائدته وتقطع بالتالي مع كل مظاهر التسيب». أمين العويشاوي: مطلب افرزته الثورة «أنا من بين اللاعبين الأوائل الذين بادروا بطرح هذه المسألة وطالبوا في أكثر من مرة بضرورة تجسيدها على أرض الواقع الانطلاقة كانت من دون شك عبر الموقع الاجتماعي ال«فايس بوك» الذي سهل مرور المعلومة ومن ثمة بدأت تتشكل ملامح الفكرة الى أن صارت مطلبا ملحا لأكبر نسبة من اللاعبين خاصة أن مثل هذا الهيكل النقابي من شأنه أن يدعم حقوق اللاعب ويساهم في تأمين مستحقاته المالية ووضع حد قاطع لاخلالات بعض المسؤولين خاصة في ما يتعلق بمواعيد صرف المستحقات سنسعى من خلال تأسيس نقابة للاعبين الى مراجعة بعض الفصول في عقد الاحتراف مثل منحة الانتاج وتعويضها بصيغة أخرى حتى لا تكون مرتبطة بمشاركة اللاعب في المباريات الرسمية.» فاروق بن مصطفى (النادي البنزرتي): مطلب ملح لترسيخ مفهوم الاحتراف «اعتقد أن منظومة الاحتراف التي انخرطت فيها كرتنا منذ فترة لن تكتمل صورتها بشكل نهائي ما لم نضع على ذمتها آليات عمل تتجاوب مع متطلبات الكرة العصرية وتساعد على تجسيد مفهوم الاحتراف الحقيقي وتعمل على ارساء قواعد لغة جديدة للتخاطب بين مختلف أطراف اللعبة وهنا أقصد بالذات الهيكل النقابي الذي بات أمرا ومطلبا ملحا خاصة بالنسبة الى اللاعب في ظل المشاكل والنزاعات القائمة بينه وبين مختلف الهيئات المديرة فاللاعب في تونس ومثلما هو معمول به في مختلف البطولات الأوروبية يحتاج الى من ينوبه ويرعى شؤونه ومصالحه خاصة أن عمر اللاعب فوق الميادين قصير وليس من المعقول أن يفنى جزء منه في النزاعات والخلافات حول المستحقات المالية وغيرها».