تل عفر كركوك بغداد (وكالات) الحقت أمس المقاومة العراقية هزيمة قاسية بالقوات الأمريكية حين تمكنت من طردها من مدينة تل عفر قرب الموصل بعد معركة ضارية استمرت ساعات تمكن خلالها المقاومون من اسقاط مروحية هجومية والحاق خسائر في الأرواح والعتاد بالأمريكيين الذين نفذوا في الوقت ذاته حملة بحث جديدة عن عزت ابراهيم الدوري.... وبينما تستعد القوات الأمريكية لهجوم جديد على الفلوجة تفجر أمس الوضع مجددا حيث قتل وجرح العشرات معظمهم من أفراد الشرطة العراقية في تفجير بكركوك وفي مواجهات باللطيفية جنوبي بغداد فيما قصفت المقاومة مجددا «المنطقة الخضراء». وتوسع أمس نطاق المواجهة بين المقاومة والقوات الأمريكية المدعومة من التشكيلات الأمنية التابعة لحكومة علاوي حيث شهدت مدينة تل عفر (75 كيلومترا تقريبا غربي الموصل) قتال شوارع ضار تكبد خلاله الأمريكيون هزيمة حقيقية... معركة شرسة وهزيمة للأمريكان وبعد حوالي ست ساعات من القتال الضاري الذي استخدمت خلاله القوات الأمريكية المقاتلات والمروحيات ومدفعية الدبابات في مواجهة عشرات المقاومين اضطرت قوات الاحتلال الى الانسحاب من المدينة التي يقطنها بالاساس العرب والتركمان الشيعة بعدما تكبدت خسائر هامة واعترف الجيش الأمريكي بتحطم مروحية من نوع «كيوا أو ايتش 58 دي» اثر احتراق محركها وجراء اصابتها بنيران رجال المقاومة مشيرا الى اصابة اثنين من العسكريين الذين كانوا على متنها. وقاوم المقاتلون العراقيون ببسالة الهجوم الأمريكي الجوي والبرى مستخدمين أساسا مدفعية الهاون والقاذفات الصاروخية والأسلحة الرشاشة وثبتوا في مواقعهم داخل المدينة الى أن أجبر الأمريكيون ووحدات «الحرس الوطني» العراقية التي تساندهم على الخروج من أطراف المدينة بسبب ضراوة المقاومة. وتمكن المدافعون عن المدينة من تدمير عدة آليات أمريكية فيما شاهد مراسل لوكالة الأنباء الفرنسية آليات محترقة تابعة للقوة العراقية المشاركة في الهجوم على تل عفر. وأكدت المصادر الطبية في المدينة استشهاد 13 عراقيا وجرح حوالي 60 آخرين معظمهم من المدنيين خلال القصف الأمريكي الذي أشعل عدة حرائق في بعض البنايات المستهدفة. وأكد بيان أمريكي أن مقاتلة من نوع «أف 16» ألقت عدة قنابل زنة الواحدة طن. وأسفر القصف الأمريكي وفق ضابط في قوة «الحرس الوطني» العراقية على تدمير 20 منزلا و50 سيارة. وبالتزامن مع الهجوم على تل عفر نفذت القوات الأمريكية مدعومة بالوحدات العراقية شبه العسكرية حملة تفتيش واسعة في منطقة تكريت بحثا عن نائب رئيس مجلس قيادة الثورة العراقي عزت ابراهيم الدوري وبدأت الحملة مساء الجمعة وتواصلت الى غاية صباح أمس وتخللتها مداهمات واسعة في المناطق السكنية المحيطة بتكريت لكن الأمريكيين لم يعثروا على أي اثر للدوري. وفي الوقت ذاته بدا أن القوات الأمريكية تعد لهجوم جديد على مدينة الفلوجة حيث طلبت أول أمس من سكان حي الشهداء (جنوب شرقي المدينة) مغادرته لأنه سيتحول الى ميدان معارك حسب ما قاله جنود ال»مارينز» عبر مكبرات الصوت. وبعد هذا الانذار قصفت أمس المدفعية الأمريكية مجددا الحي مما أدى الى جرح مدنيين على الأقل بعد أن كان شهداء وعديد الجرحى بين مدنيين وعسكريين (من لواء الفلوجة) قد سقطوا أول أمس في قصف مدفعي استهدف ثكنة وبنايات سكنية. وبسبب القصف الأمريكي غادر ما بين 50 و80 من السكان أحياء الشهداء والعسكري والجبيل باتجاه مناطق أكثر أمنا مثل «الحبانية» التي تضم مراكز سياحية. والى الشمال الشرقي من بغداد وتحديدا في منطقة الهاشمية غربي بعقوبة، فجر رجال المقاومة عبوة ناسفة في آلية عسكرية أمريكية لكشف الألغام مما أدى الى تدميرها واصابة عدد من الجنود كانوا على متنها. وفي بغداد قصف أمس المقاومون مجددا «المنطقة الخضراء» بمدفعية الهاون وسقطت القذائف في محيط فندق الرشيد وقرب مقر حكومة علاوي. ضربات موجعة من جهتها تكبدت قوات الأمن العراقية خسائر أخرى فادحة وذلك في اطار انفجار أمني كبير وقتل أمس 12 من أفراد الشرطة العراقية وجرح 5 من أفراد الحرس الوطني بعد اصطدمت العناصر الأمنية بمقاومة شرسة في مدينة «اللطيفية» التي تقع على مسافة 30 كيلومترا تقريبا الى الجنوب من بغداد. وحسب ضابط من جهاز الاستخبارات التابع لقوة الحرس الوطني فقد اعتقل نحو 200 شخص في حي البعث وسط اللطيفية التي تعتبر من أهم معاقل المقاومة في ضواحي بغداد مشيرا الى أن الحملة التي ستتواصل أسبوعا تتم بناء على أوامر من أياد علاوي. وأشار المصدر ذاته الى أن القوات الأمريكية تشارك في الهجوم قائلا أنه تم العثور على كمية كبيرة من السلاح. وفي كركوك فجر أمس رجل سيارة مفخخة أمام أكاديمية الشرطة في المدينة مما أدى إلى مصرع 17 شخصا على الأقل وجرح حوالي 40 بينهم على الأرجح عدد كبير من أفراد الشرطة.