بقلم: البغدادي الحدّاد (بن قردان) بعد هاته الثورة المباركة ارتأيت وأنا شاب ال70 سنة أن أوجه بعض الخواطر وهي كالآتي: I) السياسة: يقول اللّه في كتابه العزيز «وشاورهم في الأمر» و«إذا عزمت فتوكل على اللّه» ويقول: «وأمرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون». لقد جربت تونس عدم المشورة في الحكم 1) الملكية: عاث الملك وحاشيته في الحكم وبقي الشعب في الحاشية. 2) الرئاسية على مرتين، ففي الأولى انفردت بها سعيدة ووسيلة وفي الثانية استحوذت عليها ليلى وما لفّ لفها. إذن هاته تجارب غير ناجحة ويجب تغييرها، لا تقولوا جماهرية لأن معمر دمّر بها الشعب الليبي ولازال يعاني من نتائجها. وفي نظري لا بأس من أن نجعل لتونس 3 رؤساء بالاقتراع المباشر وحسب نتائج التصويت، فالأول يختص بسياسة الدولة مع الخارج ويراقب كل السفراء والقناصل وله الكلمة الفصل والقرار حربا وسلما والثاني يراقب الوزراء وباتصال مع مجلس النواب ومجلس الحكماء والثالث يراقب الولاة والولايات ورؤساء البلديات ثم يأتي بقية من ترشح الى الرئاسة لنكوّن منهم مجلس حكماء وبهذا يكون كل من ترشح الى رئاسة الجمهورية له رأي في الحكم ونحذف خطة مجلس المستشارين. وهاته النظرية تضمن لنا الاشتراك في الحكم والحصانة من النهب والسرقة. II الاقتصاد: قبل الخوض في الاقتصاد أسأل نفسي والقراء، فأقول أين زيت الشعال تمر الجريد حوت البيبان فسفاط قفصة معامل الفولاذ مقاطع الرخام معامل الآجر أين مطمورة افريقيا أين بترولنا أين نصيبنا من الغاز الجزائري الذي يمر من بلادنا وأين.؟؟؟..الخ كل هاته الأشياء موجودة ببلاد يبلغ تعداد سكانها 10 ملايين ساكن لو وجدت أياد أمينة لبلغت اكتفائها الذاتي. فالتونسي أصابه الارهاق من كثرة الفواتير المشطة حتى بلغ سعر متر واحد من الماء 6 دنانير وفي الكهرباء حدث ولا حرج أما كيلو اللحم فبلغ 15 دينارا ورب العائلة يترقب عيد الاضحى ليشعل الأضواء في بيته ويأكل اللحم هو وأطفاله. III الحرية: إن الشعب التونسي في نظري مع احترامي للجميع لا يعرف الحرية وقواعدها ومتطلباتها وكل ما يعرف هو الأخذ والحال أنها أخذ وعطاء. فالذي يتقاضى 150 دينارا، يريد أن يبلغ 500 دينار دون اتباع المسالك الى ذلك. هذا المواطن أما الحكومة فتريد الاستقرار ولم تسلك الطريق الصحيح الموصلة الى ذلك بسبب الأوامر الارتجالية وغير المدروسة (كتعيين الولاة) وغيرها كثير. وبدعوى الحديث رأيت بأم عيني أناسا يقسمون الأرض التابعة للدولة ويحدّدونها بالحجارة ويحفرون الأسس للشروع في البناء. وبنفس الدعوى أناسا سكنوا بيوتا مازالت في طور البناء وهي لمشتركين يدفعون أقساطا للشركة المكلفة ببناء المساكن. لقد شبعنا الى حدّ التخمة بالحرية ومن تخمتها رأيت صبايا يخرجن من بيوت ذويهن ويبيتون في ساحة القصبة مع المعتصمين ما هذا (قلة حياء) (أم حرية) (أم أنا متخلف ورجعي)؟! وقبل أن أودع القراء الكرام أسبح قليلا في عالم السياحة وقد جعلتها عنصرا لما لها من محاسن وهي: 1 ادخال العملة الصعبة 2 تشغيل اليد العاملة في الخدمات والفنادق 3 رواج بضاعتنا التقليدية 4 التعريف ببلادنا لدى مجموع الدول 5 الاقبال على انتصاب المشاريع ببلادنا أما المساوئ، فلا أذكر منها شيئا للحفاظ على التواصل بيني وبين القراء الكرام ولا أقول إلا ما قال الشاعر: إنما الأمم الأخلاق ما بقيت، فإنّ هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا.