بين السيد رشيد خاليكوف منسق الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية بليبيا، أن الوضع على المعبر الحدودي برأس الجدير تحت السيطرة مثمنا الجهود التي تبذلها السلطات التونسية والجيش الوطني وما يقدمه الشعب التونسي من مساعدات إنسانية للوافدين عبر الحدود الليبية من عمال أجانب ومواطنين ليبيين. وعبر خلال ندوة صحفية عقدها صباح امس بالعاصمة بحضور ممثلين عن عدد من وسائل الإعلام الوطنية والعربية، عن الانشغال بوضعية المدنيين الليبيين الموجودين في مناطق النزاع بين القوات الموالية لمعمر القذافي والثوار الليبيين، والتخوف مما يمكن أن يؤول إليه الوضع في ظل غياب مستلزمات الرعاية الأساسية. وناشد رشيد خاليكوف أطراف النزاع في ليبيا الالتزام بقواعد القانون الدولي الإنساني واحترام مبادئ حقوق الإنسان لضمان سلامة المدنيين موضحا أن منظمات الإغاثة الدولية ومكونات المجتمع الدولي قد بذلت أقصى الجهود للتحكم في الوضع الذي قال انه «يخشى أن يتأزم في حال توقف المساعدات الإنسانية». وأشار إلى انه ومنذ اندلاع الأحداث في فيفري الماضي غادر حوالي 400 ألف شخص الأراضي الليبية واغلبهم من بين العاملين فيها والمنتمين إلى بلدان العالم الثالث وذلك عبر المعابر الحدودية بتونس ومصر والتشاد والنيجر. كما لاحظ انه في حال طالت فترة الإقامة في المعابر الحدودية على غرار معبر رأس الجدير فان ذلك قد يؤدي إلى تفاقم الشعور بالغضب ويتسبب في إحداث البلبلة في صفوف اللاجئين ويشكل عبءا اقتصاديا على الدول المضيفة، مؤكدا ضرورة تكثيف الجهود لإجلائهم وترحيلهم إلى بلدانهم. وأفاد منسق الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية بليبيا أن المنتظم الاممي قد وجه نداء بجمع 310 ملايين دولار لمساعدة اللاجئين على الحدود الليبية والاستجابة إلى حاجياتهم الأساسية بعد أن كان دعا خلال الأسابيع الثلاثة الماضية إلى جمع مبلغ يقدر ب160 مليون دولار. وفي رده على استفسارات الإعلاميين قال رشيد خاليكوف انه لا توجد معطيات أكيدة حول عدد القتلى والجرحى ضحايا النزاع في ليبيا معبرا عن قلقه إزاء عدم استقرار الأوضاع فيها وإمكانية عدم وصول المساعدات الإنسانية والرعاية الصحية إلى المدنيين المحتاجين في الوقت المناسب. وأكد من جهة أخرى على أهمية الدور الموكول للإعلام في هذا الشأن داعيا إلى تأمين تغطية متواصلة للأوضاع والتركيز بالخصوص على الجانب الإنساني لهذه القضية. وقد حضر هذه الندوة بالخصوص السيد محمد بلحسين المنسق المقيم لمنظمة الأممالمتحدة بتونس.