يبدو اسامة بن لادن الذي قتلته القوات الامريكية في باكستان الاحد الماضي غير ذي أهمية في عالم عربي تجتاحه انتفاضات شعبية ضد زعماء شموليين. وقال نديم حوري من «هيومان رايتس ووتش» في بيروت «بن لادن ذكرى سيئة. تجاوزت المنطقة ذلك بكثير بانتفاضات ضخمة للقاعدة الشعبية غيرت قواعد اللعبة». وأضاف حوري «ربما اثار اسلوب بن لادن في التحدي مخيلة البعض في الايام الاولى ولكن اعمال العنف التي تفتقر لمنطق قضت على اي ميل تجاهه». وقال محجوب زويري من جامعة قطر «في مرحلة ما كان الرأي العام العربي يأمل ان ينهي بن لادن .. اسلوب الغرب في التعامل مع المسلمين والدول العربية. ولكن هذه الامم تقول الآن انها ستضطلع بالتغيير معتمدة على الذات وانها لا تحتاج احدا يتحدث نيابة عنها». وذكر ان مقتل بن لادن سيؤثر فقط في قلة لا زالت تؤمن باسلوبه الرامي لايلام الغرب الى اقصى حد ممكن. وقال زويري «لدى غالبية الدول المسلمة والعربية خيار خاص بها. تتحرك صوب مجتمعات مدنية حديثة. يؤمن الناس بالتغيير التدريجي. لا يريدون اللجوء الى العنف حتى ضد الزعماء الذين قمعوهم.» ووصف مارتين انديك مساعد وزير الخارجية الامريكي لشؤون الشرق الادنى الاسبق مقتل بن لادن بأنه «ضربة في جسد» القاعدة في وقت قوضت فيه الانتفاضات في العالم العربي ايديولجيته. وقال انديك الذي يعمل في معهد بروكينغز حاليا «كانت مقولتهم ان العنف والارهاب هما السبيل لاستعادة الكرامة والحقوق العربية». «ما تفعله الشعوب في الشوارع في ارجاء العالم العربي انها تستعيد حقوقها وكرامتها عن طريق احتجاجات سلمية غير عنيفة على النقيض تماما مما تدعو اليه القاعدة واسامة بن لادن». وتابع «لم يستطع الاطاحة بأي حكومة عربية وتطيح (الشعوب) بهم واحدا تلو الاخرى. اقول ان تضافر الامران يعرض القاعدة لازمة حقيقية». ربما اضحى بن لادن شخصية هامشية في العالم العربي ولكن حالة عدم الرضاء التي استغلها لازالت قائمة. وقال المعلق رامي خوري في بيروت «الاسباب الكامنة التي تدفع الناس للتحول الى هذا النوع من العنف والاجرام والتحركات الارهابية لازالت موجودة» ولمح «للغضب والمهانة التي اصابت شعوب تشعر ان الدول الغربية أوالزعماء العرب اواسرئيل تعاملها بازدراء». ورغم ذلك توقع استمرار تراجع حظوظ القاعدة بصفة خاصة مع انسحاب القوات الامريكية من العراق وفي وقت لاحق من افغانستان لتزيل اسباب قوية للاستياء. وقال خوري «الربيع العربي مؤشر بكل تأكيد الى ان الغالبية الساحقة من العرب تبرأت من بن لادن كما كنا ندرك من البداية. حاول هو والظواهري باستماتة اكتساب تأييد الشعوب العربية ولكن لم ينجحا قط». «من اتبعوه من شكلوا خلايا سرية صغيرة وذهبوا لافغانستان ولكن الاغلبية الساحقة من المواطنين رفضت الرسالة». وقال خوري «ما يريده العرب ما يحاربون من أجله الآن المزيد من حقوق الانسان والكرامة والحكم الديمقراطي».