يشهد الموقع الاجتماعي حملة تشكيك في حقيقة ما حدث في الروحية يوم الأربعاء الماضي، على خلفية أن الإرهابيين لم يكونوا ثلاثة بل اثنان وأنه ليس هناك شخص ثالث هارب، وأن المدعو نبيل السعداوي كان أحد مساجين قانون الإرهاب، خصوصا حين نفى رئيس مركز الحرس بالروحية وجود هذا الشخص في الجهة. ووجدت هذه الحملة صدى كبيرا وغريبا في الانترنيت، فيما بررها بعض المتخصصين بالصمت والغموض الذي رافق الحادثة وبتقصير الحكومة في الإعلام. وتم تداول التسجيل الصوتي الذي نشرته إذاعة الشباب لرئيس مركز الحرس الوطني بالروحية ويؤكد فيه أن الإرهابيين اثنان فقط وليسوا ثلاثة كما جاء في بلاغات وزارة الداخلية. وعند التثبت في التصريح تبين أن المسؤول الأمني لم ينف وجود متهم ثالث هارب، لكنه نفى علمه به فقط. وما تزال الصورة التي نشرتها وزارة الداخلية للإرهابي الهارب تثير الكثير من التعاليق المشككة، مع نشر وثائق تشير أن اسمه يتطابق مع اسم شخص كان ضحية قانون الإرهاب سيء السمعة في تونس، وأنه يفترض أن يكون في السجن أصلا. كما تم نشر صور لم يتسن لنا التثبت في صحتها عن هوية هذا الشاب وصورته في مراهقته. وتأتي هذه الحملة متضامنة مع مقالات أخرى عديدة تشكك في وجود القاعدة في تونس أصلا، وأن المسألة كلها لا تزيد عن «فزاعة» يتم إطلاقها في تونس. وكما هي عادة مثل هذه الأخبار فقد وجدت أرضا خصبة في الموقع الاجتماعي، لكنها وجدت معارضة قوية من مقالات أخرى كثيرة تم تداولها تمجد الجيش الوطني وتتعاطف معه بعد المواجهة التي أسفرت عن شهيدين. ومن الواضح أن المشاعر الوطنية في مثل هذه المحنة هي التي تغلبت على الإشاعة، لكن دون أن تلغيها تماما. في مقابل نفي أي وجود للقاعدة في تونس، تداول المنخرطون في الموقع الاجتماعي شهادات عن بعض تفاصيل المواجهة في الروحية ومنها ما قاله الشهيد العياري لجنوده: «نتوكلو على ربّي ونمشولهم»، وكيف أنه تقدم الجنود ولم يكتف بإصدار الأوامر إليهم من بعيد، وكيف استشهد برافال من الرصاص واستقرت في جسده 4 رصاصات على الأقل في «واحد من أروع المشاهد القتالية في تاريخ القوات المسلحة» كما كتب أحد ناشري هذه المعلومات. والغريب هو ما لاحظناه من غياب مؤسف لعشرات الأحزاب السياسية عن الموقع الاجتماعي، أو لآراء السياسيين في ما يحدث، باستثناء الخبر الصغير الذي بثته وكالة تونس إفريقيا للأنباء وتم تداوله على الشبكة بعنوان: «الأحزاب السياسية تدعو المواطنين إلى دعم جهود قوات الجيش والأمن الوطنيين في الذود عن حرمة البلاد». وبعد تداول هذا الخبر الذي يخص عددا محدودا من الأحزاب، ظهرت تعاليق تدعو الحكومة إلى المزيد من الوضوح والشفافية إزاء الرأي العام تجاه ما حدث، ودعوة الأحزاب إلى النزول للشارع والمساهمة في توجيه الرأي العام.