حرصا منها على انجاح امتحانات آخر العام اتخذت وزارة التربية بالتنسيق مع الأطراف الاجتماعية والأمنية والعسكرية وكذلك التلاميذ والأولياء عدة اجراءات أهمها تكوين لجان حماية والتخفيف من البرامج الدراسية، وتدعيم الفرق المسيرة والمؤطرة للعملية التربوية من أجل تحقيق الهدف الأسمى المتمثل في توفير أفضل الظروف لنجاح الامتحانات بمختلف أصنافها. هذه الجوانب التنظيمية لا يجب أن تنسينا الاشكاليات والاعتبارات التربوية والنفسية ذات العلاقة بالامتحانات بشكل عام، فما هو دور الاطار التربوي في هذا الشأن؟ وما هي النصائح التي يقدمها علماء النفس للتلاميذ والأساتذة لتجنب المفاجآت والمصاعب قبل وأثناء اجراء الاختبارات؟ في هذا السياق يؤكد السيد فتحي بوقرة أستاذ مكون في الانقليزية من ولاية سيدي بوزيد (معهد بن عون الثانوي) أن هذه السنة تعتبر عادية ومن واجبنا جميعا العمل على انجاح مواعيد الامتحانات، ويضيف المتحدث قائلا: «الثورة لا تكتمل اذا لم يقم اجراء الباكالوريا، فحتى في أفغانستان المعروفة بكثرة الاضطرابات يتم سنويا اجراء هذا الامتحان فما بالك بتونس التي يحرص أبناؤها ومسؤولها وأساتذتها على التميز والنجاح مهما كانت العوائق والصعوبات. ملاحظات عامة ويشير الأستاذ فتحي بوقرة أن الكثير من الدول مرت بثورات عديدة ولم تضطر يوما الى إلغاء امتحاناتها السنوية ومثال ذلك اسبانيا بعد فرانكو والبرتغال، وقد تم اجراء الباكالوريا التجريبية بنجاح ولم تسجل أية تجاوزات ومشاكل بفضل التأطير الذي قام به الاطار التربوي في كل مراحل الامتحانات وداخل الأقسام بالتعاون مع سلطة الاشراف والتلاميذ والأولياء، أما البرنامج الدراسي المعدل والمخفف فقد تم استكماله دون تأخير وأحيانا قبل الموعد بينما لم تتغير مراكز الاصلاح التي ظلت هي نفسها حفاظا على النسق العادي للامتحانات، لكن ماذا عن الجانب النفسي قبل وأثناء الامتحانات؟ يجيب الدكتور عماد الرقيق (اختصاصي في الأمراض النفسية والعصبية) مشددا على أن المهم التحلي بالتفاؤل والعزيمة والتوق للنجاح والحصول على الشهادة التي طالما انتظرها التلميذ في السنوات النهائية. ويعدد الدكتور عماد الرقيق أربع ملاحظات أخرى هي: ان على الأولياء ورغم الصعوبات والرجات التي مر بها الشاب منذ 14 جانفي 2011 ان يهونوا عليه الأمر ويتذكروا دائما ما هو ايجابي والتركيز عليه. القطع الكلي مع الأخبار الى أن تنتهي الامتحانات وذلك عن طريق أي وسيلة اعلام وتعويضها ببعض الموسيقى أو الرياضة ولا داعي أيضا للحديث في الأمور السياسية مع الشاب الذي يستعد للباكالوريا لأنه لا فائدة ترجي من ورائها. دور الولي ويوصي الدكتور الأولياء بغلق التلفزة والمذياع وكل وسائل الاعلام أمام الشاب حتى يكون تركيزه كليا على دروسه وعلى الحفظ. عندما يكون الشاب في مراجعة جماعية فلا داعي لتداول الأخبار المؤسفة والمقلقة أمامه. ان للأولياء دورا كبيرا في دفع الشاب على التركيز بكل هدوء وصفاء وعزله بشكل شبه تام عن المؤثرات الخارجية. فالانقطاع الكلي للمراجعة والهدوء المطلق أمران في غاية الأهمية بالنسبة للشاب أما الاطار التربوي من مديرين واداريين واساتذة فإن دورهم كبير في الاعداد المبكر لتأمين ظروف طيبة للامتحانات وذلك بدراسة كل كبيرة وصغيرة تتعلق بالمعهد وبمكان الامتحان ليشعر الشاب بالهدوء والسكينة والأمان ويستحسن أيضا ان يصطحب الأولياء ابناءهم أثناء توجههم الى قاعات الامتحان وذلك لتجنيبهم المفاجآت غير السارة فيشعرون وهم برفقة أوليائهم بالطمأنينة. وأخيرا فإن الشعور بالمواطنة بما فيها من حب للوطن وخدمة له ومساهمة في تطوره ونجاحه تتجلى معانيها خلال الفترات الحساسة التي تتطلب مضاعفة المجهودات من طرف الأولياء والأساتذة والاطار التربوي والتلميذ في حد ذاته، واذا قام كل فرد كما يقول الدكتور الرقيق بواجبه وضاعف مجهوده فإن الامتحانات ستمر بسلام.