دعا معارضون سوريون أمس الى إرساء نظام ديمقراطي للخروج من الأزمة الحالية فيما أكدت صحيفة «صنداي تايمز» وجود مسلحين إسلاميين في سوريا اقترفوا مجازر في حق قوات الأمن والجيش وذلك تزامنا مع تحذير تركي لسوريا بأن التحرّكات السورية على الحدود المشتركة قد تفضي الى «سيناريوهات» غير مرغوبة. دمشق (وكالات) قال المعارض منذر خدّام الذي ترأس مؤتمر الشخصيات المعارضة في العاصمة السورية دمشق إنه يرتسم حاليا طريقين، مسار واضح غير قابل للتفاوض نحو تحول سلمي آمن لنظامنا السياسي نحو نظام ديمقراطي ومسار ثان نحو المجهول وفيه خراب ودمار للجميع. دعوات وتحذيرات وشدّد خدام على ضرورة استجابة النظام للدعوة الى سلوك مسار الديمقراطية مضيفا: «نحن كجزء من هذا الشعب حسمنا خيارنا بأن نسير مع شعبنا في الطريق ومن لا يريد أن يسير معنا فليسلك طريقه الى الجحيم». بدوره، حذّر المعارض السوري ميشيل كيلو من أن الحل الأمني للأزمة يؤدي الى تدمير البلاد، قائلا: «يجب إيقاف الحل الأمني الذي يعبّر عن عقلية ستأخذ البلاد الى أزمة لن تخرج منها». واقترح مواجهة الأزمة ب«العقل والتدابير والقوانين فالأزمة في سوريا أزمة طويلة وعميقة ولا تحلّ بالأمن والقمع فهي ليست ذات طبيعة أمنية، واجتمع أكثر من 100 معارض من غير المنتمين الى أحزاب سياسية أمس الاثنين بهدف التوصل الى حل للأزمة. الاسلاميون على الخطّ في هذه الأثناء قالت صحيفة «صنداي تايمز» البريطانية ان إسلاميين مدجّجين بالسلاح فتحوا نيران أسلحتهم على قوات الأمن السورية في ما لا يقل عن 4 مدن انتقاما لمقتل متظاهرين سلميين، وقتلوا 4 من رجال الشرطة في بلدة معرة النعمان شمال غرب سوريا في هجوم شنوه على مركز عسكري بالرشاشات وراجمات القنابل. وتابعت أن هناك مؤشرات متزايدة بأن أسلحة يتمّ تهريبها الى داخل سوريا عن طريق العراق ولبنان وتركيا. وأضافت أن «جهاديين» مسلحين اخترقوا الاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية في معرة النعمان لاستفزاز الجيش للدخول في معارك دامية. ونقلت عن بعض المحلّلين إشارتهم الى أن كره هذه العناصر «السنية» للعلويين والمسيحيين من شأنه تأجيج نار الفتنة في البلاد وتقسيمها طائفيا. وتزامنا مع هذه المستجدات، قالت مصادر تركية ان أنقرة لا تنظر بارتياح الى التحركات السورية على الحدود والتي من شأنها توتير الأجواء وزيادة احتقانها وفتح الباب أمام سيناريوهات غير مرغوبة. وأضافت أن استمرار سوريا في الطريق نفسه في ما يتعلق بالتعامل مع مطالب الشعب من شأنه تأجيج الأزمة وإراقة المزيد من الدماء. وأشارت الى أن أنقرة لا تزال على تواصل مع القيادة السورية ولا تنفك تقدم النصح لها وانها على اتصال مع المعارضة السورية التي سيزور وفد منها أنقرة في الأيام القادمة للاستماع الى ما لديهم. وكشفت مصادر مطلعة أن واشنطن ولندن وعددا من العواصمالغربية أعربت عن قلقها من إمكانية اندلاع مواجهة عسكرية على الحدود التركية السورية لا سيما بعد أن حشدت دمشق قوات النخبة الخاصة بها على الحدود. وذكرت أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما طالب من رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان عدم الوقوع في الفخ السوري.