توقعت تل ابيب امس تصعيدا كبيرا من جانب حركة «حماس» التي كانت قد توعدت الصهاينة منذ الليلة قبل الماضية برد قريب اثر اغتيال احد قادة جناحها العسكري بغزة في غارة جوية اسرائيلية. وعلى الميدان سقط المزيد من الشهداء والجرحى في العدوان المتواصل جوا وبرّا، في قطاع غزة كما في الضفة الغربية. وفي بيان وتصريحات لعدد من مسؤوليها كانت «حماس» قد تعهدت بالثأر بعد استشهاد القائد الميداني في كتائب عزالدين القسام، خالد ابو سلمية (33 عاما) وفي غارة اسرائيلية على السيارة التي كانت تقله قرب مدينة غزة. تصعيد في الافق وأكّدت امس «حماس» مجددا تصميمها على رد الصاع صاعين لحكومة شارون. وأطلق امس مقاتلو كتائب القسام ومقاومون من فصائل اخرى عدة صواريخ من نوع «القسام» و»ناصر 3» في ردّ فوري على جريمة الاغتيال الجديدة. وبينما برر جيش الاحتلال الاسرائيلي استهداف القيادي الميداني في كتائب القسام بكونه قام بدور محوري في تطوير صواريخ «القسام»، توقع امس مسؤول صهيوني كبير تصعيدا كبيرا من جانب حركة «حماس». وقال المسؤول الصهيوني (من رئاسة الحكومة) ان «حماس» سوف تحاول ان تبرهن على ان الانسحاب الاسرائيلي المفترض من قطاع غزة هو في الواقع هروب مثلما كان «الانسحاب» الصهيوني من جنوب لبنان هروبا حقيقيا. وحسب قول المسؤول نفسه فإن تل أبيب ستمنع «حماس» من الوصول الى ما تسعى اليه مشيرا بالخصوص الى مواصلة الضربات العدوانية ضد الحركة. وفي تصريح نقلته الاذاعة العبرية صباح امس، انتقد مصدر عسكري اسرائيلي عملية الاغتيال الاخيرة في قطاع غزة محذرا من خطورة تداعيات هذه العمليات باعتبار انها ستجرّ ردودا قوية من جانب المقاومة الفلسطينية ومن جانب «حماس اساسا». شهداء... مداهمات... واعتقالات وعلى الميدان نفذت القوات الصهيونية مساء أمس عملية اغتيال جديدة اوقعت شهيدين من كتائب عزالدين القسام و8 جرحى في غارة شنتها طائرة بلا طيار على سيارة «جيب» جنوبي مدينة غزة. وقبل هذه الغارة كان فلسطيني آخر قد استشهد برصاص جنود الاحتلال قرب مجمع «غوش قطيف» الاستيطاني جنوب شرقي دير البلح وسط قطاع غزة. وذكرت مصادر طبية فلسطينية ان الشهيد الذي اصيب بالرصاص في الرأس والبطن يُدعى سالم عبد القادر ابو شباب (30 عاما). وقسمت قوات الاحتلال مجددا قطاع غزة الى ثلاثة اقسام وعزلت كل قسم عن الاخر فيما اغلقت الجرافات طريق غزة الساحلي. وفي الضفة الغربية توغلت امس قوة صهيونية في بيت لحم واعتقلت فتاة في مخيم «عايدة» المجاور فيما اقتحمت قوة اخرى مخيم «بلاطة» في نابلس التي كانت شهدت الليلة قبل الماضية توغلا جديدا. واقتحمت قوات الاحتلال فجر امس مدينة قلقيلية ونفذت حملة مداهمات تفتيش واعتقلت عددا من المواطنين. وكان قد عثر في وقت سابق على جثتي رجلين متهمين بالعمالة لقوات الاحتلال في رام الله.