عشرات الملايين صرفت لتهيئة عيون عين دراهم المنتشرة في كل مكان تقريبا غير ان غياب التعهد والصيانة أفقد هذه العيون سحرها وجمالها. تزخر منطقة عين دراهم الموجودة بأقصى الشمال الغربي بالعديد من المناظر الطبيعية الخلابة وظلال الاشجار الوارفة وعيون المياه الباردة مما جعلها لعدة سنوات مضت قبلة للعديد من السياح الوطنيين والاجانب والمصطافين وفرق الكشافة التونسية التي تتخذ من الاماكن القريبة من العيون مخيمات لها كالمخيم الكشفي الموجود بجانب عين 18الكائنة بأسفل جبل البئر والقريبة من المركب الرياضي الدولي بالمريج. العديد من هذه العيون وقعت تهيئتها وتجميلها فاستهوت الكثير من الزوار خاصة عين بومرشان الواقعة في مدخل مدينة عين دراهم من الجهة الجنوبية على بعد كيلومترين والتي بلغت تكلفة تهيئتها في غضون التسعينات من القرن الماضي أكثر من 20 الف دينار فأصبحت غاية في الروعة والجمال تسر الناظرين وتستهوي المارين نظرا لموقعها الممتاز على حافة الطريق الوطنية رقم 17 الرابطة بين طبرقة وجندوبة عبر عين دراهم فلا تمر اية سيارة حتى تتوقف لتتزود بالماء العذب ويروي المرافقون ظمأهم ويستمتعون بمنظر تدفق المياه المنحدرة من سفح الجبل وليست هذه العين الجميلة الوحيدة فعين التاشة الواقعة في الجهة الغربية من هذه المدينة الجبلية لا تقل جمالا عن عين بومرشان فموقعها تحت ظلال اشجار الزان بفج الاطلال وعذوبة مياهها زادتها جمالا على جمالها فتصبح في كامل فصل الصيف ملجإ للفارين من الحر والراغبين في التمتع بالهدوء والسكينة وامثالهما كثيرة كعين جمل وعين ببوش وعين اولاد عياد وعين الزانة وعين ميزاب. تهيئة هذه العيون كلفت الدولة الآلاف من الدنانير ولكنها أهملت فتضررت اجزاء منها وسدت قنواتها بالاتربة والصدإ وتآكلت وفقدت جمالها ورونقها وتكاثرت بها الاوساخ وبدأت تشهد عزوفا من طرف العديد من المواطنين فهذه العيون هي احد الروافد السياحية الهامة التي تساهم بقدر كبير في استقطاب السياح والمولعين بجمال الطبيعة فإلى متى ستظل على هذه الحالة ولماذا لايعاد الاعتناء بها من حيث الصيانة والنظافة؟ خاصة ونحن في بداية فصل الصيف وعلى مشارف شهر رمضان حيث يشتد توافد متساكني مدينة عين دراهم وغيرهم من سكان المدن القريبة والبعيدة كفرنانة وجندوبة ووادي مليز وغار الدماء على هذه العيون للتزود بكميات من مياهها تكون لذة للشاربين عند موعد الافطار فتنعش اجسادهم وتطفئ ظمأهم من بعد صوم يوم قد يكون شديد الحر