لا يزال الخلاف الذي انطلق منذ فترة بين مجموعة من مالكي أكبر الفنادق السياحية في جربة والشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه يتفاعل بعد ان عقدت «الشركة» العزم على مواصلة تنفيذ مشروعها في اقامة محطة لتحلية المياه وانتاج مياه الشرب بالمنطقة السياحية بمزراية واعتبار ذلك هو الحل الاجدى. المعترضون على اقامة المحطة المشار اليها أكدوا ل»الشروق» ان اعتراضهم ليس موجها ضد انشاء المحطة بل هم يباركون ذلك ويفتخرون بهذا الانجاز الهام الذي ينضاف الى بقية الانجازات الرئاسية، وان أساس الاعتراض كان على المكان وليس على المشروع حيث ان اي تغيير يطرأ على مثال التهيئة يجب ان يخضع الى استشارة الاجوار في المقام الاول من نزل وكازينو ومحطة استشفائية ومتساكنين ومن يهمهم الامر وهم متمسكون من ثم برفض انشاء المحطة بالمكان الذي تمت نقلتها اليه ويطالبون بتطبيق ما جاء في مثال التهيئة السياحية بحذافره خاصة وهو مشروع رئاسي يجب أن يُحظى بالأولوية خاصة في ميدان هام واستراتيجي هو الميدان السياحي الذي توليه الدولة أهمية كبرى في خياراتها المستقبلية. كما يؤكد مالكو الفنادق أن الضرر سيكون فادحا بسير النشاط السياسي بالجهة اذا ما نفّذت الصوناد مشروعها في المكان الجديد اذ لن يكون بالامكان التغاضي عن المشاكل البيئية من ضجيج وتلوث لا يمكن حصر حجمها وهم مستعدون للمساهمة في انجاز استشارة كاملة للغرض لتوضيح الصورة. وأشار المستثمرون السياحيون في نزل (كثبان الرمال / المعالجة بمياه البحر / روداس / هارون / الكازينو الكبير) الى أنهم مستعدون لايجاد حل ملائم مع أصحاب الاراضي التي كان من المقرر انشاء المحطة عليها في البداية وهم يطالبون الجهات المعنية بإعادة النظر في ترسيم المحطة والرجوع الى الحل الاول احتراما لحقوق كل الأطراف واقتناء المساحة الكافية من الأراضي مع مراعاة التوسعة التي ستكون ضرورية في يوم من الايام. يذكر ان جزيرة جربة تحتوي على أزيد من 140 نزلا سياحيا وتوفر حاليا حوالي 40 ألف سرير وهي تعدّ من الأقطاب السياحية الكبرى في البلاد التي يرتكز عليها جزء كبير من التنمية والتشغيل في البلاد اضافة الى ما توفره من استقدام للعملة الصعبة. ويطرح هذا «النزاع» بحق أزمة يجب ان يتم البحث الجدي والسريع لحل حقيقي لها في ظل المخاوف والتهديدات المتواجدة حول مستقبل القطاع السياحي بالجهة المشار اليها وضمانا لحقوق الجميع، كما يطرح «النزاع» الكيفية التي لجأت اليها شركة الصوناد لتغيير مثال التهيئة السياحية والتصرف فيه وتعديله بما يتلاءم وظروفها...؟ والا ما الجدوى من تنفيذ مشاريع التهيئة... ألا يمكن ان يكون هذا الباب مدخلا لإحداث الفوضى والارباك وربما توفر تداعيات أخرى خطيرة على مستوى البناء والتعمير.