يجيب عنها الاستاذ الشيخ: أحمد الغربي تنويه الرجاء من السادة قراء (الشروق) الذين يراسلون ركن (اسألوني) الاختصار عند صياغة الأسئلة حتى نتمكن من الاستجابة لأكثر عدد ممكن من أسئلتهم وشكرا. السؤال الأول كثيرا ما نسمع الضرورات تبيح المحظورات. هل من شرح مفصل لهذا القول؟ ماهي الضرورات؟ وكيف نعرفها؟ الجواب: شكرا لك على هذا السؤال الهام . بداية نقول إن من أهم القواعد الشرعية التي أقرّها علماء الأصول هذه القاعدة (الضرورات تبيح المحظورات) وذلك استنادا إلى القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة . قال تعالى: {إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (البقرة/173). وقد عرّف العلماء الضرورة هي كل ما يلحق الإنسان ضرر بتركه، وهذا الضرر يلحق الضروريات الخمس وهي( الدين، والنفس، والعرض، والعقل، والمال) . ومن أمثلتها من اضطر لأكل الميتة خشية الموت ومن اضطر للتلفظ بالكفر تحت وطأة التعذيب والإكراه كما حدث لعمار بن ياسر وغيرها من الأمثلة . لكن لا يكون ذلك إلاّ بشروط منها: أن نضطر إلى هذا المحرّم بعينه فإن وجد غيره فلا يجوز استعمال ذلك المحرّم. أن تندفع به تلك الضرورة فإن لم تندفع به تلك الضرورة فلا يجوز استعماله بل يبقى محرّما ومثال ذلك إذا قيل لرجل اشرب الخمر فإنه يشفيك من مرضك فهذا لا يجوز له شرب الخمر لأن الخمر ليس دواء لا يشفي من الأمراض، فحتى الأدوية النافعة قد لا ينتفع بها المريض ولا تشفيه فما بالك بالخمور. السؤال الثاني ما هو الحكم الشرعي في ما يعرف بالبرومسبور؟ الجواب اعلم أيها السائل الكريم أن اللعبة الأسبوعية والمعروفة بالبرموسبور والتي يقع التراهن فيها على النتائج الرياضية هي شكل من أشكال الميسر الذي حرّمه الله تعالى {يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون، إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون} (المائدة:90 92) لأن الميسر هو عبارة عن كل معاملة تدور بين الغنم والغُرم لا يعرف المشارك فيها هل يكون رابحا أم خاسرا . ثم إن هذا (البروموسبور) قائم على الرهان بين مجموعة من المشاركين ينتهي بربح أحدهم أو بعضهم وهذا هو المحرّم. السؤال الثالث: كيف يخرج الزكاة من لم يستقرّ ماله عنده حوْلا كاملا بحيث يتاجر به في اشتراء البضائع وبيعها وشراء بعض العقارات وغيرها من العمليات التجارية ؟ الجواب: نجيب السائل الكريم ونقول إذا كانت الأشياء المشتراة معدّة للبيع فهي تخضع لزكاة عروض التجارة فإنها تقوّم إذا حال حوْل المال الذي اشتريت به ويخرج فيها ربع العشر. وأمّا إذا كانت للإيجار مثلا فلا تجب الزكاة في عينها، وإنما تجب في ما تدره من مال الكراء إذا حال عليه الحول وبلغ النصاب بنفسه أو بما انضاف إليه من نقود أخرى أو عروض تجارة بشرط حولان الحوْل وبلوغ النصاب في ذلك المال؟ السؤال الرابع هل تسن قراءة آية الكرسي عقب صلاة الجمعة؟ هل تقرأ جهرا وجماعة أو سرّا؟ الجواب نعم يجوز قراءة آية الكرسي عقب صلاة الجمعة وعقب كل صلاة لأن ذلك ثابت بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي رواه النسائي الذي يقول فيه (من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت ). وأمّا كيفية قراءتها فالأفضل أن تكون سرّا إلا إذا اضطر الإمام لتعليمها وتحفيظها للمأمومين حسب قول الشافعي فإنه يجهر بقراءتها جماعة. السؤال الخامس زوجي يرتكب بعض المنكرات مثل شرب الخمر والتلفظ بكلمات قبيحة وسبّ الدّين والجلالة وقد نصحته مدة طويلة لكن دون جدوى فتركته لنفسه لعله يتوب إلى الله ويقلع عن هذه المنكرات. هل يجوز لي ترك زوجي دون نصحه ؟ وهل آثم بذلك؟ الجواب اعلمي أيتها السائلة الكريمة أنه لا يجوز للزوجة أن ترى زوجها يعصي الله وتتركه دون أن تنكر عليه لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول (من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان) رواه مسلم.لأنك إذا تركت زوجك دون نصحه فسيتمادى في ضلاله , ولهذا فعليك أن تواصلي الإنكار عليه ونصحه، وعليك أن تتحلي بالحكمة، فقد قال تعالى: {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} {النحل:125} ،فإن عجزت عن الإنكار بالقول أو ترتب عليه ضرر عليك فلا أقل من أن تنكري بقلبك فذلك أضعف الإيمان.