لن يحلق طائر «الساف» ولا طائر «البرني» هذا العام في مدينة الهوارية ولن يستمتع متابعو «مهرجان الساف» بالهوارية العريق، بتلك المناظر الطبيعية الخلابة ولا بتلك الصور المميزة لحظة ينقض «الساف» على «السمّان» في الفضاء. هذا العام اختار المشرفون على المهرجان عدم برمجة دورته التي كان من المفترض أن يكون في شهر جوان الماضي أو في بداية الشهر الحالي، لأسباب أمنية، فضلا عن أن ميزانيته ظلت منذ سنوات، ميزانية ضعيفة بالكاد توفر مبالغ بسيطة كجوائز للمشاركين في المسابقات وحفلا فنيا ساهرا حسب الامكانيات. عموما، «الساف» يعرف أن اصطيافه بالهوارية قدره الطبيعي. لكن نأمل أن لا يتواصل فقر الميزانية ويصبح قدر مهرجان الهوارية!! ونلفت نظر وزارةالثقافة الى أن مهرجان الهوارية مهرجان عريق من حيث عمره، فضلا عن أنه مهرجان بحق لأن له خصوصية، لكن من سوء الحظ ظل هذا المهرجان جهويا، وظلت الهوارية منسية سياحيا رغم ما بها من أثار أبرزها المغاور البونيقية والحال أن هذه المنطقة كان يمكن أن تكون الأبرز سياحيا وثقافيا وبالتالي من المناطق الأبرز على مستوى السياحة الثقافية غير أن «عمار 404» المهتم بالجهات قال لا للهوارية فظلت منطقة فلاحية فغابت فلاحتها وغابت ثقافتها ليهتم أشباه المثقفين فيها بالسياسة «الفاسدة» وبشيء من «محو الأمية».