قامت ضد صلاح الدين كثير من المؤامرات لعل من اكبرها مؤامرة المؤرخ المعروف عمارة اليمني فقد جمع عمارة كثيرا من الانصار في القاهرة ودعا الى تنصيب رجل من اولاد العاضد ليعيد حكم الفاطميين ويزيل حكم صلاح الدين وسرعان ما كاتب الافرنج في ذلك ليستعين بهم على تقويض حكم صلاح الدين وقتله والقضاء عليه نهائيا ولقد استطاع عمارة ان يضم الى حركته الكثيرين ممن جمعهم المعارضة للدولة الناشئة فالتف حوله الكثير من اولئك الحاقدين على صلاح الدين والمبغضين له والمتألبين عليه .لكن احد المتآمرين وهو زين الدين بن نجا وشى بخبرهم الى صلاح الدين ابتغاء المكافأة فقبض صلاح الدين عليهم وقتلهم . ومن المؤامرات التي واجهها صلاح الدين في مصر ايضا مؤامرة قامت في اسوان وقوص وكان ذلك سنة 570 هجري . يقول المقريزي في كتابه السلوك لمعرفة دول الملوك عن هذه المؤامرة والفتنة : وفي سنة 570 هجري جمع كنز الدولة والي اسوان العرب والسودان وقصد القاهرة يريد اعادة الدولة الفاطمية وانفق في جموعه اموالا جزيلة وانضم اليه جماعة ممن يهوى هواهم فقتل عشرة من امراء صلاح الدين وخرج في قرية طود رجل يعرف بقياس بن شادي واخذ بلاد قوص وانتهب اموالها فجهز صلاح الدين اخاه الملك العادل في جيش كبير فسار واوقع بشادي وبدد جمعه وقتله ثم سار فلقي كنز الدولة ناحية طود وكان بينهما حروب فر فيها كنز الدولة بعدما قتل اكثر عسكره ثم قتل كنز الدولة في سابع صفر وقدم الملك العادل الى القاهرة في الثامن عشر من صفر . وهكذا استطاع صلاح الدين ان يقطع دابر الفتن وان يقضي على المؤامرات من داخل مصر .وكان الفرنج يرقبون تحركاته بحذر ويتطلعون الى اخباره بلهفة وكان أشد ما يخشونه منه ان تجتمع عليه القلوب ثم يمضي في تحرير الارض المقدسة .لهذا ظلوا ينتظرون الوقت الذي يمكن فيه التخلص منه والقضاء عليه ، وكانت اول محاولة من جانب الفرنج اثناء وجود صلاح الدين في مصر هي مهاجمة دمياط بعد ان كاتبوا الفرنج بالاندلس وصقلية يحرضونهم على الثورة ويذكرون لهم خوفهم على بيت المقدس وارسلوا جماعة من القساوسة والرهبان يحرضون الناس على التمرد وأمدوهم بالمال والرجال والسلاح . وسرعان ما نزلت جنودهم دمياط عام 564 هجري وضيقوا عليها الخناق فارسل اليهم صلاح الدين الجيش في النيل وزودهم بالاسلحة وطلب من نورالدين ان يعاونه في دحر صفوفهم فاستجاب نورالدين وارسل الحملات العسكرية تلو الحملات الى مصر ولم يكتف بذلك بل سار فيمن معه من العساكر الى امارات الفرنج في الشام وفلسطين فلما رأى الفرنج تتابع العسكر الى مصر ودخول نورالدين بلادهم رجعوا من حيث اتوا منهزمين وكان مقامهم بدمياط خمسين يوما. يتبع