على امتداد شهر رمضان الكريم تنشر جريدة الشروق معارضات في المدائح النبوية، التي كانت على منوال بانت سعاد، التي أنشدها الصحابي كعب بن زهير رضي الله عنه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، علما بأن هذه القصيدة، لقيت وافر الإهتمام من كثير من الشعراء على مر العصور. وقد أورد الإمام المقري أن بعض العلماء كان لا يستفتح مجلسه إلا بقصيدة كعب . عَجّل بقهرِ أَعاديها فليس لها ** في الخلقِ غيركَ يا مأمون مأمولُ وَكُن لَها وزراً ممّا ألمّ بها ** فَقَد كَفاها على الأوزار تنكيلُ وَاِعطِف عليّ فإنّي مُذنبٌ وجلٌ ** في الخيرِ لا عاملٌ منّي ومعمولُ وَاِخلَع عليّ وأَهلي للرضا حللاً ** أَجملتُ قولي ولا تخفى التفاصيلُ لا تَنسني يومَ نزعِ الروح من جسَدي ** وَيومَ أُسألُ إنّي عنك مسؤولُ سهّل شَدائدَ أيّام القيامة لي ** فإنَّ عقدَ اِصطباري ثمّ محلولُ ما لي سواكَ كَفيلٌ يوم يطلُبني ** أَهلُ الديونِ فقل لي أنت مكفولُ وحاصِلُ الأمرِ أنّي طامعٌ برضى ** ربّي وإن قلّ بي للخيرِ تحصيلُ إنّي اِلتجأتُ إِلى مقبولِ حضرتهِ ** وكلُّ مَن عاذَ بالمقبول مقبولُ كَم خائِفٍ حصلَ التأمين منك له ** وَآمنٍ كانَ منه فيك تأميلُ أَتاكَ كَعبٌ وقد جلّت جنايتهُ ** وَكادَ يَغتالهُ من ذنبه غولُ وَقامَ ينشدُ لَم تملل مدائحهُ ** غيرُ الكريم لديه المدح مملولُ فآبَ بالبُردةِ الحسناءِ مُشتملاً ** وَعادَ وهو ببردِ العفو مشمولُ وَلستُ مِثلاً لهُ لكنّ حالتهُ ** لَها بحالةِ هذا العبد تمثيلُ إِن كانَ متبولَ قلبٍ يوم أنشدكم ** بانَت سعادُ فقلبي اليوم متبولُ ورُبّ سُبّاقِ فضلٍ عارَضوه بها ** أَنا الأخير بهم غرٌّ ذهاليلُ خاضوا بمدحكَ هذا البحرَ ما بلغوا **كَعباً فَعادوا لهم بالعجز تخجيلُ إِن وَازَنتها وما وازَنت قصائدُهم **فربَّما وازنَ الدرّ المثاقيلُ وَللقريضِ تَفاعيلٌ توازنهُ ** هيَ القريضُ وهاتيك التفاعيلُ أَستغفرُ اللَّه كلٌّ قد أجادَ وهم ** كلٌّ رؤوسٌ لهم بالفوز تكليلُ لَكن لكعبكَ يا خيرَ الأنام على ** رُؤوسِنا ثابتٌ فضلٌ وتفضيلُ عليكَ أزكى صلاةِ اللَّه وهيَ لنا ** مِسكُ الختامِ بها للخير تكميلُ انتهى