نشرت المنظمة التونسية للأطباء الشبان صرخة فزع عبر صفحتها على الفايس بوك تحدثت فيها عن اكتساح حشرة البرغوث بمستشفى الأطفال والولادات ببنزرت حيث كتبت الآتي: حالة كارثية في قسم الأطفال بالمستشفى الجهوي ببنزرت. منذ خمسة أسابيع تم إشعار مدير المستشفى والمعتمد والوالي من طرف الأطباء الشبان بوجود آفة انتشار البرغوث بغرفة استمرار الأطباء الداخليين والمقيمين في الطابق الثاني للقسم، ولا حياة لمن تنادي. وأوضحت أن العديد من الاطباء تعرضوا إلى القرص من طرف البرغوث كما تبيّن الصور المرافقة. أمام غياب كل اجراء جدي من طرف سلط الاشراف لمعالجة هذه الوضعية انتشر البرغوث في غرف الأطفال المرضى ووصل حتى غرف إقامة الرضع حديثي الولادة حيث تمت مشاهدته في فراش المرضى. لم تقع معاينة وجود آثار قرص على أجساد المرضى بعد ولكن لا شيء يمنع ذلك أمام بقاء الحال كما هو. مع العلم أن الطابق الثاني يشهد أشغالا توقفت منذ 18 شهرا وبقيت على ماهي عليه مما أدى إلى تعشيش الفئران وشتى أنواع الحشرات والقطط فيه. بعض محاولات القضاء على هذه الآفة تمت من طرف فريق حفظ الصحة بالمستشفى الذي تعرض عاملوه أيضا إلى القرص خلال عمليات التنظيف ولكن أمام ضعف الامكانيات وبقاء بؤر تكاثر هذه الطفيليات وخاصة القطط التي تحمل البرغوث في فروها وغياب سياسة واضحة لمعالجة الأمر باءت هذه العمليات بالفشل. في دول تحترم نفسها يتم إعلان حالة الطوارئ الصحية في المستشفى بكامله وإغلاق القسم حتى تعقيمه بالكامل والتأكد من ذلك وإيقاف استقبال وإيواء المرضى وينظم وزير الصحة مؤتمرا صحافيا لطمأنة الشعب باتخاذ الاجراءات اللازمة لحماية صحة مرضاه. هنا نحاول جاهدين ممارسة تكويننا الطبي وعلاج المريض التونسي، ونقاسي الأمرين من الاهمال والتقصير الفادحين في حق المريض من طرف سلطات الاشراف التي تسمح لنفسها بالنوم ملئ عينيها أمام مثل هذه الوضعيات وكأن شيئا لم يكن. ألا يكفينا انقطاع الأدوية الحياتية من السوق حتى نضيف لذلك ظروف حفظ صحة استشفائية لا ترتقي حتى الى ظروف حفظ الصحة داخل اسطبل؟ وختمت المنظمة تدوينتها بالتساؤل أي قيمة لصحة الانسان في بلادنا؟ أين الضمير الحي في هذا الوطن؟