تونس الشروق: تُعتبر " زردة" أولياء الله الصّالحين احتفاليّة تتوارث فيها شذرات من "الطقوس" منذ القدم من قبل المحبّين والمريدين والأتباع وذلك تكريما ووفاء لشيوخ عُرفوا بالزّهد و التقوى وفضائل الأخلاق ومكارم الأقوال والأفعال . وفي هذا الاطار الذي يختزل عادة ابراز ثراء خصائص المخزون التراثي أقيمت خلال أيام 25 و26 و27 جويلية 2018 "زردة" الوليّ الصّالح سيدي عبد العزيز الحمروني الذي تنتصب زاويته العامرة بسفوح جبل قرية "المش" بالمكناسي. وشهدت هذه الزردة هذا العام تطورا على مستوى تنوّع الفقرات وكثرة الوافدين عليها من العائلات وخصوصا القادمين من جهات المكناسي – منزل بوزيان – قابس – قفصة- القيروان وغيرها ممّن استمتعوا بعروض فرجوية متنوعة الفقرات ذات أبعاد روحية والتي ارتقت "عُرفا" إلى مرتبة المهرجان الثقافي الصيفي الذي ينتظر المنظمون وأهالي قرية "المش" علي حدّ السواء الارتقاء به الى مرتبة شرف المهرجان قانونا من قبل السلط المسؤولة جهويا ومركزيا . وتقترن هذه " الزردة " عادة بتوسّع حركتها التجارية اضافة الى اعداد أطباق من الكسكسي واللحم يتمّ توزيعها علي الزوار مجانا . هذا الى جانب اقامة "الحضاري" ليلا والتى يطلق فيها " المداحة" والمردّدون ووزّانة البندير العنان لإقامة سهرات مدح وذكر احتفاء بمكارم الخالق ورسوله وتعداد مناقب أولياء الله الصالحين وذلك بتعداد الأبيات الشعرية الشعبية الراقية . هذا وتتجمّع لمّات المتفرجين والمستمعين من الجنسين من مختلف الشرائح العمرية حول حلقات "الذّكّارة" وتتخلل هذه المدائح زغاريد النسوة وتتواصل المدائح حتى مطلع الفجر. هذا وترافق فعاليات هذه " الزردة" جولات استكشافية ترفيهية للشباب في أعماق الجبل في حين تتسلق النسوة مداخل هذا الجبل من اجل التزود بالإعشاب البرية التي تستعمل عادة في نكهات وجبات الأكل وأغراض طبية مستعملة في شكل توارثي منذ القدم. المكناسي