احتفت الدورة الثامنة والاربعون لمهرجان قرطاج الدولي في صائفة 2012 بمائوية مطرب الخضراء الراحل علي الرياحي. وجاء هذا الاحتفاء في سهرة افتتاح المهرجان بعرض «استفتاح» لفرقة الرشيدية بقيادة الفنان زياد غرسة. وتضمّن عرض «استفتاح» تقديم مجموعة من أشهر أغاني المطرب الراحل علي الرياحي بمجموعة من الاصوات الشابة وبمشاركة نجوم فنية تونسية معروفة على غرار لطفي بوشناق وغازي العيادي وعبد الوهاب الحناشي والشاذلي الحاجي وقد جلس هؤلاء في الصفوف الخلفية للفرقة الغنائية واكتفوا بدور الكورال ويمتاز مطرب الخضراء الراحل علي الرياحي الذي تم الاحتفاء بمائوية ميلاده في صيف 2012 بميزتين. الأولى انه عصامي التكوين ذلك انه لم يدرس الموسيقى لا نظريا ولا تطبيقا كما انه لم يكن عازفا ماهرا إلا التوقيع على آلة الرق لضبط موازين الألحان التي تبدعها مواهبه الفطرية. أما الميزة الثانية فإنها تخص مسيرته الابداعية التي برزت في نظم كلمات أغانيه وصياغة ألحانه على اي صوت من الاصوات التونسية التي عاصرتها. علي الرياحي نحت نجاحه الفني بأظافره وكسب الرهان في الجمع بين الطبوع التونسية والمقامات الشرقية كذلك حذق اللهجة البدوية في أغانيه التي كتبها من خلال «بيت الشعر هي على الرقوبة» واللهجة التونسية الحضرية في «يعيشها ويحميها» وغيرها من النماذج الفنية المتفردة التي جعلت من علي الرياحي أحد أبرز نجوم الأغنية في تونس على مرّ التاريخ.