لم يكسب الترجي لقبا افريقيا جديدا فحسب بل أنه خرج من «فينال» رابطة الأبطال بمشروع مدرب كبير والحديث عن معين الشعباني. هذا «التلميذ» الذي تَحوّل إلى «باشا» بعد أن خلف مُعلّمه ومُلهمه خالد بن يحيى في قيادة الأصفر والأحمر في مرحلة «خَطيرة» من المسيرة الترجية نحو الكأس الغَالية. وكان الشعباني قد تحصّل على وعد من هيئة المدب بأن يأخذ فرصة تدريب الجمعية على المدى البعيد: أي بعد أن يشتدّ عوده وتَنضج تجربه ويتحصل كذلك على الدرجة الثالثة في التدريب الرياضي استنادا إلى ما تفرضه إدارتنا الفنية والكنفدرالية الافريقية للعبة التي وضعت معين دون سابق إنذار في الواجهة. وشاءت الأقدار أن يتسلّم الشعباني الأمانة قبل الآجال وقد أخذ الرجل المشعل من بن يحيى بعد أن استعار من زميله في الإطار الفني عثمان النّجار شهادته التدريبية لأداء الواجب وإسعاد الجماهير التي رحّبت بهذا القرار الجريء والتاريخي قياسا بالظّرف الصّعب للجمعية وصِغر سنّ المدرب الجديد والذي لم يَتجاوز عتبة السابعة والثلاثين وهو عمر بعض اللاعبين «المُخضرمين» والذين مازالوا ينشطون إلى حد يومنا هذا كما هو شأن الحارس خميس الثامري. معين راهن على أمرين اثنين وهما خبراته الميدانية وعلاقاته القوية مع اللاعبين وهم بمرتبة الأصدقاء وقد كانت النتيجة باهرة بعد أن تحررت الأقدام في المربع الذهبي أمام «غرة أوت» قبل أن تُبدع في «الفينال» ضدّ الأهلي الذي لم يقدر على الصمود أمام الروح القتالية التي زرعها الشعباني في «رفاقه» علاوة على المرونة التي ميزت الخيارات الفنية للشعباني الذي تعلم الكثير من السويح والبنزرتي وبن يحيى وأضاف إلى تلك المكتسبات لمسة «صَغيرة» تعكس رؤيته الخاصة وقناعاته الذاتية. وقد نجح هذا المدرب «المُبتدىء» حيث أخفق «شيوخ» التدريب. إنها كرة القدم الحافلة بالدروس والِعبر.