مثّل الترفيع في عتبة الاصوات التي يجب الحصول عليها في الانتخابات للفوز بمقعد في البرلمان الى 5 بالمائة فرصة لتلافي تشتت العائلة الدستورية نحو توحيد الصفوف والحضور في قوة موحدة يكشف عن تفاصيلها رئيس ودادية قدماء البرلمانيين عادل كعنيش. تونس (الشروق) وأكد رئيس ودادية قدماء البرلمانيين عادل كعنيش «للشروق» انطلاق المشاورات لتكوين جبهة دستورية تضم الاحزاب المنتمية للطيف الدستوري والقريبة منه تحت قيادة سياسية موحدة تضم غالبية الدستوريين حتى يقرروا وبعد اتصالات مع الجهات الطرف الذى سينضمون اليه لاحقا لخوض الانتخابات المقبلة مع اشتراط ان يكونوا ممثلين بالشكل المناسب في القائمات الانتخابية. وشدد عادل كعنيش على أن العائلة الدستورية عاشت فى السنوات الاخيرة عملية إقصاء وتهميش آثر فيها العديد من المنتمين اليها الابتعاد عن السياسة وترك المجال للغير معتقدا في ذلك خسارة لتونس و تعاظم الخوف من المستقبل ، وتابع بأن الواجب يدعو العائلة الدستورية اليوم الى اعادة التنظم صلب حركة وسطية جامعة عبر خطوات دقيقة تنطلق من بعث جبهة ( على شاكلة ائتلاف الجبهة الشعبية) ثم تكوين قيادة جماعية والتفاوض مع الاحزاب الوسطية الكبرى. واضاف كعنيش بأن لقاء قريبا سيعقد تعرض فيه نتائج المشاورات واللقاءات الجهوية قبل اتخاذ القرار الجماعى الذي سيحدد صبغة هذه الجبهة مؤكدا أن اللقاءات السابقة التي عقدت في ذات السياق سواء التي تمت في القيروان أو قصر هلال وغيرها سيقع اخذ نتائجها في الاعتبار. وأوضح كعنيش أن هذه المبادرة تقودها اطراف دستورية عدة وهي الان في طور المشاورات والاتصالات الاولية حيث سيتم الاعلان عن شكلها النهائي في غضون الاسبوع القادم ومن المنتظر أن تشمل مشاوراتها 16 حزبا ينتمي الى العائلة الدستورية من بينها حزبي المبادرة و الحزب الدستوري الحر. وبخصوص دوافع المسعى نحو توحيد العائلة الدستورية بين كعنيش أن اقرار لجنة النظام الداخلي بالبرلمان مؤخرا الترفيع في نسبة العتبة الانتخابية الى 5 في المائة ضمن تنقيحات القانون الانتخابي يدفع الى واقع مغاير لانتخابات 2014 ويفرض وجود تكتلات قوية قادرة على الفوز بمقاعد في البرلمان مضيفا بأن مرحلة «الخزان الانتخابي الدستوري» قد انتهت وبات غالبية الدستوريون يطمحون ان يكونوا عنصرا فاعلا في الانتخابات المقبلة ليتواجدوا بمجلس نواب الشعب بالشكل المناسب ويكونون قوة سياسية فاعلة تعمل من اجل توحيد العائلة الوسطية الحداثية وإخراج تونس من الوضع الصعب الذى تردت فيه. وأوضح عادل كعنيش أن جملة المشاورات الدائرة والمتواصلة مع غالبية الاحزاب ذات المرجعية الدستورية هي التي ستحدد البلورة النهائية لمبادرة توحيد العائلة الدستورية للمشاركة في الانتخابات التشريعية معتبرا انه من بين أهم الشروط لنجاح هذه المبادرة تخلي البعض عن الضغينة والانانية وأن ينأى الدستوريون بأنفسهم عن الخصومات التى تعيشها العائلة الوسطية ويعملون من اجل الوصول للمصالحة وعدم معاداة أي حركة سياسية وان ينظروا الى بقية الاحزاب كأحزاب يتنافسون معها بدون ضغينة او حقد او تخوين.