في الوقت الذي تَنشغل فيه «القُوى التَقليدية» بالتَحضير للمُسابقات الدولية تخوض بقية الجمعيات المنافسات المحلية بطموحات مُتباينة بحكم أن فئة منها تُصارع الظروف لكسب حَرب البَقاء في حين تطمع فئة ثانية في سرقة الأضواء واللّعب على المراكز الأولى. وهذا حَال «قرش الشَمال» الذي كشّر عن أنيابه وأعلن عن ترشّحه لنيل اللّقب رغم ضعف التَمويل وغلق الملعب إلى أجل غير مُسمّى. وتبدو حظوظ فريق القَنال كبيرة لفضّ الشراكة مع «الصّفاقسية» والانفراد بالحكم شرط الإطاحة بالمتلوي في ميدان الرديف المُنتقل بصفة ظرفية من عالم الهِواية إلى دنيا الاحتراف الكَاذب والفضل طبعا لأزمة الملاعب المُمتدّة من أرض الجلاء إلى المَناجم. أطماع «البنزرتية» في الاستيلاء على الصّدارة مشروعة قياسا بالتَقاليد التاريخية للجمعية في البطولات والكؤوس المحلية وحتّى الدولية. كما أن الفريق في نسخته الحالية يملك «مَاكينة» هُجومية قوية وهو ما يدعم حظوظ «القرش» لاكتساح المُنافسات واسترجاع المجد الضَائع. وهذا الحلم الكبير في المُتناول شرط «التَلقيح» ضدّ الغرور وتوفير المال لأنه قوام الأعمال والبقية على المدرب الطموح منتصر الوحيشي والرئيس «الثَائر» السعيداني المُطالب بتسخير كلّ طَاقاته وامكاناته لخدمة الجمعية بدل تبديد الجهد في الحروب الكلامية مع هذا وذاك. من جَانبه يَشترك نجم المناجم مع النادي البنزرتي في «الهِجرة القَسرية» لكنّه يختلف عنه من حيث الأهداف الرياضية بما أن جمعية الغربي وبوجلال تَنشد تَثبيت الأقدام في المنطقة الآمنة قبل تَرتيب الأوراق وسلك طَريق التألق كما كان الأمر بالأمس القريب. في بن جنّات، تبدو مُواجهة الاتحَادَين المنستيري و»التَطاويني» مُثيرة وطريفة في الآن نفسه. ذلك أنّ المحليين سينزلون بثقلهم لفكّ «العُقدة النَفسية» وتحقيق أوّل انتصار في سباق «المُحترفين» الذين تركوا شقيقهم في قاع البئر ليواجه شَبح الانحدار ما لم ينهض من كَبواته وينتفض على أعدائه وهم بالأساس: اليأس والفَراغ الإداري والتَحكيم المُتّهم صراحة بهضم حُقوق الجمعية. أمّا الطّرافة فإنّها تكمن في مُواجهة «المِستيرية» لمدرّبهم السّابق إسكندر القصري الذي عاش فترة زاهية في بن جنّات الحالم بإستعادة المَسرات ما لم تَتواصل «ثورة» تطاوين التي تدخل المنستير بمعنويات تُلامس السّماء بعد أن نجحت في تحقيق الامتياز رغم محدودية الامكانات. في «بُوقرنين»، تُعاني «الهمهاما» بدورها من «عُقدة نَفسية» كُلّما لعبت في مَعقلها وأمام جَماهيرها التي ستنفجر غَضبا ما لم يَنجح «بوشار» في تعديل الأوتار والإعلان عن الإقلاع قبل أن تَتعقّد الأمور تَماما كما يحدث الآن في «الستيدة» التي تعيش أيّاما سَاخنة بفعل الضّجة التي رافقت ابعاد الشتاوي والدخول إلى عَصر «الطّلياني» بقرار من العَيّاشي المُراهن على «فَابرو» لتكذيب كلّ التحاليل المُعارضة لهذه «الصّفقة». البرنامج: بطولة الرابطة «المُحترفة» الأولى (الدفعة الثانية من الجولة 12 ذهابا) (س14) في حمّام الأنف: نادي حمّام الأنف - الملعب القابسي (الحكم نضال لطيف) في المنستير (دون حضور الجمهور): الإتحاد المنستيري - اتحاد تطاوين (الحكم كريم محجوب) في الرديف: نجم المتلوي - النادي البنزرتي (الحكم رشدي قزقز)