أحيا أمس أهالي سيدي بوزيد الذكرى الثامنة لثورة الحرية والكرامة بحضور وزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين ووزير الشؤون المحلية والبيئة مختار الهمامي ومنجي الحامدي الوزير السابق وعدد من الشخصيات الوطنية وعدد كبير من الأهالي. سيدي بوزيد «الشروق»: وقد لبست ساحة الشهيد حلة جديدة بهذه المناسبة اضافة الى الحضور الجماهيري لأهالي سيدي بوزيد الذين ارادوا احياء الذكرى الثامنة لاندلاع الشرارة الاولى للثورة التونسية حين اقدم الشهيد محمد البوعزيزي على اضرام النار في جسده احتجاجا على اوضاعه الاجتماعية. وقد رفع اهالي مدينة سيدي بوزيد ممن واكبوا احياء الذكرى الثامنة للمهرجان الدولي لثورة الحرية والكرامة شعارات تطالب باستحقاقات الجهة من تنمية عادلة وحق شبابها في التشغيل باعتبارها من ابرز المطالب التي رفعت ابان الثورة. شهدت المدينة منذ الصباح الباكر تعزيزات أمنية وعسكرية كبيرة من اجل تأمين نجاح فعاليات المهرجان الدولي لثورة الحرية والكرامة وأدت فرقة مختصة من الجيش الوطني تحية العلم ثم اطلاق 17 طلقة نارية في الهواء ثم اعطيت اشارة انطلاق الفعاليات. وقد انطلقت الفعاليات بتلاوة الفاتحة ترحما على أرواح شهداء تونس واكد خلالها رئيس الهيئة المديرة للمهرجان الدولي 17 ديسمبر نجيب كوكة ان الوضع التنموي لازال على حاله لم يتغير وان انتظارات الاهالي لم تتحقق حيث ان الجهة في امس الحاجة الى مستشفى جامعي وضرورة ان يكون مقر مجلس الجماعات المحلية بسيدي بوزيد وغيرها من المشاريع التي انتظرها الاهالي. من جهة اخرى نظم المعطلون عن العمل مسيرة احتجاجية انطلقت من أمام مقر الاتحاد الجهوي للشغل بسيدي بوزيد وجابت الشارع الرئيسي وسط المدينة ورفعوا خلالها شعارات تطالب بحقهم في التشغيل ومنتقدين تواصل الوضع التنموي على حاله بل انه ازداد سوءا في بعض الاحيان. من جانبه الاتحاد الجهوي للشغل بسيدي بوزيد نظم تجمعا عماليا بمناسبة الذكرى الثامنة لثورة الحرية والكرامة اشرف عليه الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي الذي اشار الى وجود أطراف تسعى الى طمس معالم الثورة والالتفاف على مطالبها لكن القوى التقدمية والاجتماعية وفي مقدمتها الاتحاد العام التونسي للشغل مازالت تؤمن بالمبادئ التي قامت من اجلها الثورة والتي انتفض من اجلها شباب تونس. في نفس السياق ادى امس رئيس الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية سمير ماجول زيارة الى مدينة سيدي بوزيد بين خلالها ان الوضع في الجهة بعيد كل البعد عن المنتظر من قبل ابناء الجهة في ما يتعلق بالتنمية والتشغيل والبنية التحتية وغياب المناطق الصناعية وان وضعية البلاد وضعية صعبة لكن وضعية سيدي بوزيد اصعب. كما نظمت جمعية 17 ديسمبر ندوة تحت عنوان سيدي بوزيد تروي حكاية ثورتها بلسان ابنائها واصدقائها بحضور عدد من الشخصيات الحكومية والوطنية تم خلالها تكريم عدد من الضيوف في مختلف المجالات. الوضع التنموي على حاله إحياء الذكرى الثامنة لثورة الحرية والكرامة كان فرصة لأهالي الجهة للتفكير في مطالب واستحقاقات الجهة وقد اشار العربي قادري ان الوضع في سيدي بوزيد مازال على حاله من ناحية التشغيل والتنمية والطبقة الشغيلة في حالة احتقان وقد بدأت تتسع رقعتها في عديد المجالات نظرا لتعطل المفاوضات في علاقة بقطاع الوظيفة العمومية. وقال القادري ان نفس المطالب التي ترفع الآن هي نفس الشعارات التي رفعت منذ 8 سنوات. من جهته علي عبيدي أوضح ان الوضع بجهة سيدي بوزيد لم يتغير بالرغم من مرور 8 سنوات على اندلاع شرارة الثورة التي انتفض اثناءها الأهالي ضد الخيارات الاجتماعية والاقتصادية وافرزت اسقاط النظام القائم الا ان نفس الخيارات الاجتماعية والاقتصادية التي اتبعتها الحكومات المتعاقبة منذ الثورة لم تخرج عن نفس السياق ما ادى الى تدهور الوضع التنموي. من جانبها حياة عمامي ذكرت ان نفس الشعارات التي رفعها امس المعطلون عن العمل بسيدي بوزيد هي نفس الشعارات التي رفعت خلال ديسمبر 2010 ..« التشغيل استحقاق يا عصابة السراق» وهو ما يعني ان الوضع لم يتغير على المستوى الجهوي بل ازداد سوءا بما ان عدد العاطلين عن العمل في تزايد مقابل غياب المشاريع الكبرى التي من شأنها ان توفر مواطن شغل للآلاف من المعطلين.