تمتلك تونس كل المؤهلات لتكون سوقا مغاربية ومركزا لسياحة التسوق وسياحة العائلات وما بات يعرف بسياحة المدن خاصة مع تطور اقبال السياح المغاربة من الجزائر وليبيا عليها وتوفر معارض كبرى ومواسم الصولد والمهرجانات. مطلوب تطوير وتسهيل النقل بين الدول المغاربية وتعزيز التخفيضات الموسمية المبادلات التجارية المغاربية محتشمة لا تتجاوز 5 ٪ تونس (الشروق): فضلا عن السياحة البحرية امام بلادنا فرصة هامة يمكن ان تستفيد منها لتحسين نموها الاقتصادي ومزيد تطوير نقاط نموها واشعاعها وذلك عبر تطوير سياحة التسوق لتتحوّل الى وجهة للعائلات المغاربية على شاكلة مدن أخرى منها دبيوتركيا... سياحة التسوق تمثل دول المغرب العربي فرصة ثمينة لتطوير العلاقات حتى تكون تونس سوقا مغاربية يجد فيها السائح المغاربي وتحديدا الجزائري والليبي ما تحتاجه الاسر من منتوجات مطلوبة كالنسيج والملابس والاحذية والصناعات التقليدية والغذائية ما يعزز مكانة سياحة التسوق خاصة وان القسط الهام من السياح الوافدين على تونس من الاشقاء الجزائريين والليبيين الذين مثّلوا القسم الأكبر من السياح لعام 2018، مقابل تواصل تراجع تدفقات السوق الأوروبية التقليدية، إذ تشير الأرقام ان عدد سياح الأسواق الأوروبية لم يتجاوز 2.5 مليون مقابل 4 ملايين سنة 2010، علما وان إجمالي عدد السياح الذين زاروا تونس في 2018بلغ 8ملايين سائح. ومعلوم ان لكل فئة من السياح متطلباتها مما يفرض تطوير المنتوج التونسي حتى يستهدف حاجيات السوق المغاربية وهي مسالة ممكنة خاصة اذا علمنا ان الوجهة الثانية المفضلة بالنسبة الى الاشقاء الجزائريين بعد تونس هي تركيا ومعلوم ان السياح يتسوقون فيها وهو ما يعني ان تطوير سياحة التسوق في تونس سيجعلها تتلاءم مع حاجيات السائح المغاربي بما يمكنها من استقطاب نصيب هام من السياح الذين كانوا يقبلون على وجهات أخرى. إرادة سياسية لكن لتحقيق هذه الأهداف وجب رفع العراقيل أمام عملية الاندماج المغاربي والقيام بعدة إجراءات أهمها تطوير النقل بين الدول المغاربية وتيسير إجراءات العبور بينها في مناطق العبور والقيام بتخفيضات ومهرجانات تسوق واستقطاب الماركات العالمية لتكون عنصر جذب وتحسين أسعار وخدمات الفنادق في المدن خاصة العاصمة وتنشيط المدن وخلق برامج تنشيطية في المهرجانات والشارع وتطوير السياحة العائلية وإقرار إجراءات ديوانية محفزة للتسوق بالإضافة الى إقامة منطقة حرة للتبادل التجاري لتسهيل عملية تنقل الأشخاص ورؤوس الأموال دون قيود ويجب مواصلة الإصلاحات الضرورية لتعزيز الأنظمة البنكية وتعزيز مراقبة القطاع المالي...ولا يمكن لهذه الحزمة من الإجراءات ان تتم الا بإرادة سياسية تكون عازمة على الاستفادة من الاقبال على تونس للخروج من الازمة الاقتصادية وتطوير رقم المعاملات بين تونس وسائر الدول المغاربية واحياء حلم الوحدة المغاربية في جانبها الاقتصادي على الأقل. ويشار الى أن المبادلات التجارية المغاربية لا تتجاوز 5 بالمائة من حجم المبادلات في العالم حاليا وفق ما صرح به مؤخرا محافظ البنك المركزي التونسي مروان العباسي على هامش اشغال القمة المصرفية المغاربية موضحا ان الاندماج المغاربي "حلم لم يقع تحقيقه" ذلك أن المبادلات التجارية بين الدول المغاربية "تظل محتشمة جدا مقارنة بحجم المبادلات التجارية البينية ببعض المناطق بإفريقيا حيث تصل إلى 17 بالمائة". ورغم ان دولا كثيرة في العالم لا تربطها ببعضها عراقة تاريخية ووحدة ثقافية كالدول المغاربية الا انها نجحت في الاندماج الاقتصادي على عكس دولنا التي تحتاج الى هذا الاندماج لتخلق توازناتها الاقتصادية وتحسّن موقعها في التفاوض مع الدول الكبرى ورغم ذلك فإنها لم تنجح في خلق هذه التكتلات الاقتصادية رغم حجم الخسائر التي يسببها غياب الاندماج الاقتصادي المغاربي لهذه الدول والذي تقدره الدراسات بنقطتي نمو اقتصادي لكل بلد مغاربي. ورغم ظهور فكرة الاتحاد المغاربي قبل الاستقلال وتبلورها في أول مؤتمر للأحزاب المغاربية الذي عقد في مدينة طنجة بتاريخ 28-30/4/1958 ورغم توافر كل مقومات نجاح اتحاد المغرب العربي، كالاشتراك في الدين واللغة والتاريخ والجغرافيا والمصير، فإن الفشل كان حليفه فهل تنجح هذه الدول في تجاوز خلافاتها والنظر الى مصالحها الاقتصادية في عالم اصبح اكثر توجها نحو التكتل اكثر من أي وقت اخر؟ الطبوبي يدعو إلى إحداث سوق مغاربية اكد الأمين العام للاتحاد التونسي للشغل نور الدين الطبوبي خلال منتدى الخبراء الذي انعقد يوم 4 جانفي 2019 انه وجب احداث سوق مغاربية في الاقتصاد على غرار أوروبا ولا بد ان تتوفر إرادة في هذا الاتجاه وأضاف ان هناك لقاءات مبرمجة بين رجال اعمال وخبراء من تونسوالجزائر بحضور نقابات كلا البلدين. 30 سنة مرت على تأسيس اتحاد المغرب العربي بتاريخ 17/ 2/ 1989 بمدينة مراكش. 5 ٪ حجم المبادلات المغاربية وهي نسبة ضعيفة مقارنة بحجم المعاملات في العالم. 6.3 مليارات دولار حجم الخسائر التي يتكبدها اقتصاد الدول المغاربية بسبب «اللامغرب العربي». 2 إلى 3 نقاط نمو تخسرها الدول المغاربية بسبب غياب الاندماج الاقتصادي المغاربي. 5 دول معنية باتحاد المغرب العربي وهي المغرب والجزائروتونس وليبيا وموريتانيا. 8 ملايين سائح زاروا تونس سنة 2018 نسبة هامة منهم من الجزائر وليبيا.