قام الباحثون بتجنيد 40 طفلاً يعانون من السمنة - الأولاد والبنات - الذين تتراوح أعمارهم بين 9 و 18 عامًا، والذين يتناولون بانتظام الأطعمة الغنية بالسكر والحلويات ومشروبات الفاكهة والمشروبات وكان متوسط استهلاكهم من الفركتوز على الأقل 50 غرامًا في اليوم. قدم الباحثون وجبات للأطفال لمدة 10 أيام مع الحفاظ على استهلاكهم المعتاد من السعرات الحرارية ولكن مع استبدال السكريات بمواد أخرى. باستخدام أجهزة التتبع النظائرية الموضوعة في الأطعمة تم تحديد نسبة الدهون في الكبد. بعد 10 أيام فقط انخفض تحويل السكريات إلى شحوم بنسبة 40٪ ودهون الكبد بنسبة تزيد عن 20٪. فحتى عندما تبقى كمية السعرات الحرارية والوزن ثابتة فإن تقييد الفركتوز يحسّن تركيب وتخزين الدهون في الكبد وهذا التحسن يحدث بسرعة كبيرة أي في غضون 10 أيام. يقول روبرت لوستيغ: «يعتقد الكثيرون أن الفركتوز هو سعرات حرارية «فارغة» وغير مضرّة ولكن الحقيقة هي عكس ذلك. فهي سعرات حرارية سامة لأنها لا تستقلب إلا بالكبد ويحول الكبد السكريات الزائدة إلى دهون. فإزالة المشروبات والأطعمة المصنعة التي تحتوي على الفركتوز (مثل حبوب الإفطار، المشروبات الغازية) هي طريقة فعالة للغاية لتحسين نسبة الدهون في الدم وتحسين الصحة. باختصار ينصح الباحثون بتناول الأطعمة ذات مؤشر نسبة السكر في الدم المعتدل أو المنخفض. غالبا ما يتم تقديم الأطعمة النشوية كأطعمة توفر «السكريات البطيئة» ذات مؤشر نسبة السكر في الدم محدودة ولا خوف من تناولها وهذا عين الخطإ. فمن الضروري الحد من كل أنواع النشويات وعدم الاقتصار على السكريات السريعة. من ناحية أخرى فإن تناول كميات كبيرة من السكر يمكن أن يغيّر التمثيل الغذائي للدهون ويزيد من مخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية. لقد تم بالفعل توريط الخبز ومنتجات الحبوب والبطاطا خصوصا المقلية والمشروبات الغازية مع مؤشر ارتفاع نسبة السكر في الدم وذلك في دراسة نشرت في المجلة الأمريكية للتغذية السريرية منذ سنة 2001 ويضاف لذلك تغيّر سلبي في عملية هضم الدهون أي أن كثيرا من السكر يتحوّل إلى شحوم في الكبد وكذلك يعيق هضم الدهون بما في ذلك الدهون الصحية والمفيدة للجسم. نذكّر إذا كانت الدهون غير المشبعة مفيدة للصحة فإن الدهون المشبعة graisses saturées أو المهدرجة huiles trans هي غير ذلك تماما. يعتقد عديد الباحثين أن الزيوت غير المشبعة insaturées الطبيعية والنباتية لا تحمل عيوب الأحماض الدهنية غير المشبعة والصناعية التي وقعت هدرجتها لتجميدها ثم تصديرها وتحليلها إلى سوائل بمجرّد بلوغها الهدف وهذا خطأ فادح. فمن المفيد تناول الزيوت النباتية التي لم تقع معالجتها صناعيا. يجرنا هذا الموضوع إلى آخر أهم وهو ضرورة الاستهلاك محليا manger local للحصول على زيوت طبيعية لم يقع تحويلها صناعيا. من ناحية أخرى يمثل المغنيسيوم معدنا ضروريا لأداء وظائف الجسم ولعمل الأنسولين على مستوى الخلايا. يمكن أن يؤدي نقص المغنيسيوم إلى مقاومة الأنسولين وإلى مرض السكري. نشير إلى أن 50 ٪ من مرضى السكري يعانون من نقص في المغنيسيوم. هذا الأخير يرتبط أيضا بأمراض الكبد.