تُعدّ مدرسة التريكية واحدة من أعرق المدارس الابتدائية بسوسة، تقع قبالة «الباب القبلي» عند المدخل الجنوبي لمدينة سوسة العتيقة، أسسها المرحوم محمود التريكي سنة 1922 وقد سُميت لمدرسة التريكية نسبة إلى آل التريكي المالكين الأصليين للأرض التي أقيمت عليها المدرسة. (الشروق) مكتب الساحل وقد بدأت المدرسة منذ تأسيسها كمدرسة قرآنية قبل أن تتحول بعد الاستقلال إلى مدرسة ابتدائية وقد تخرج منها عدد كبير من الإطارات المعروفة كالوزير الأول الأسبق محمد الغنوشي ورئيس الحكومة الأسبق حمادي الجبالي والوزير الأول الأسبق حامد القروي وحامد نور الدين وهشام بن سعيد ومحمد طريطر الذي شغل طويلا منصب رئيس جمعية قدماء المدرسة، فضلا عن بعض الوجوه الإعلامية كتوفيق الخذيري والبخاري بن صالح ولطفي قحة، الذين يعملون اليوم بإذاعة المنستير. وقال محمد التونسي، المعروف ب «عم النوري» وهو أحد أوفى قدماء المدرسة ل «الشروق» إنّ هناك اليوم مساعي لإحياء جمعية قدماء المدرسة والعمل على إعداد برنامج خاص لإحياء مائوية تأسيسها في 2022. ومن ميزات هذه المدرسة أنّ لها نشيدا خاصا بها يمتدحها، كتبه نذير طريطر وعبد الحميد الحربي وهما من قدماء المدرسة، وهذا نصه: «مجّدوها إنها للجيل نبراس الهدى وامدحوها واذكروا تاريخها كي يخلدا واجعلوها مثلا أعلى طول المدى التريكي قد بنى أرجاءها والأهالي وفّروا حاجاتها فمضت رغم العراقيل التي حطّها المستعمر في سيرها تنشر القرآن ما بين الورى وبثّ العلم في قصادها عشت لي مدرسة معمورة منبع الفرقان منك يدفق انت للآلاف من أسلافنا هرم عال ونجم مشرق سوف تبقى هكذا مرموقة راية المجد عليها تخفق» وتستقطب المدرسة اليوم 218 تلميذا وبها 8 أقسام مستغلة إضافة إلى قاعة متعددة الاختصاصات تم إحداثها بفضل التبرعات التي تحصل عليها المدرسة لصيانتها، وفق ما أكدته مديرة المدرسة منية اليعقوبي. وأشارت المديرة إلى أنّ المدرسة تشكو اليوم عدة صعوبات بالنظر إلى الحالة الاجتماعية الصعبة لمعظم التلاميذ الذين ينحدرون من عائلات فقيرة، وهو ما أثر في المستوى الدراسي وفي نفسيات التلاميذ وسلوكاتهم التي تتسم بالعنف. وقالت المديرة إنّ المدرسة تعرضت مرارا لمحاولة السرقة وإن هناك جهودا مشتركة بين الإدارة وقدماء المدرسة والمتطوعين من المواطنين لتركيز كاميرات مراقبة ومزيد تأمين المدرسة مؤكدة انّ الوضع في تحسن.