من الجميل أن يتم استخدام مواقع التواصل الاجتماعي في كشف القبيح بهدف الإصلاح. اليوم يطرح الإعلام البديل أو الإعلام الجديد منصات جديدة للتعبير وشكل جديد من أشكال الاحتجاج الراقية التي حاولت أن تجمع كل التجاوزات والانتهاكات التي يعيشها الأطباء والتونسيون في المستشفيات العمومية. الأطباء الشبان اتفقوا على أن وضعية قطاع الصحة العمومية اليوم معقد وحرج، وحاولوا العودة إلى بديهيات معنى الصحة والاستشفاء. ونعني بذلك النظافة والتعقيم والإنسانية في وقت المرض. وهو في النهاية دفاع عن الحق في الصحة ومحاولة لاسترجاع مكانة الروح البشرية في تونس، ومن ورائها مكانة الطبيب والطاقم الطبي وشبه الطبي. ويبدو من خلال «فضح المستور» أن إشكاليات الصحة تهم منظومة كاملة غمرها الفساد وانتشر فيها الاستهتار ليجد فيها المريض الباحث عن أمل الشفاء والحياة الويلات ويهضم فيها حقه كمواطن له كرامة العيش، كما يظلم فيها الطبيب النزيه الذي ما زال يؤمن بمعاني الإنسانية التي هي جوهر مهن قطاع الصحة، ويدافع على المنظومة العمومية التي هي العمود الفقري في قيمة البلاد. صفحة «صب بسبيطارك» مثلت شكلا جديدا لاستخدام الإعلام الجديد في «النضال» المشروع، وكان لها صدى كبير في الداخل والخارج. لكن لئن قدم الأطباء الشبان صرختهم لإنقاذ المنظومة الصحية عبر المنصات القديمة والجديدة للإعلام، فهل تثير أشكال الاحتجاج الجديدة المسؤولين، ليجدوا الدواء لداء المستشفيات العمومية ؟