اغلقت مجموعة من المصانع، أبوابها في كل من المنطقة الصناعية بمنزل جميل، وكذلك باوتيك مع فتح نواة لمناطق صناعية جديدة، لا تزال بدورها خارج النشاط في ظل غياب استراتيجية للدولة. مكتب بنزرت (الشروق) وبلغة الارقام، فان النسيج الصناعي يتوزع ما بين 21 منطقة بين غير المصنفة والمصنفة والتي تعود بالنظر الى المجلس الجهوي متمثلا في مناطق منزل جميل واوتيك القديمة وماطر، واخرى تعود الى الوكالة العقارية الصناعية الا وهي جرزونة و ماطر وغزالة واوتيك وسجنان، كمشاريع انتصاب حديثة فضلا عن منطقتي العاليةوتينجة مرجع نظر بلديات المكان، وكذلك فضائين عن القطب التنموي بمنزل عبد الرحمان و المنطقة الحرة بكل من بنزرت ومنزل بورقيبة . ويعد قطاع النسيج اكبر اختصاص صناعي مشغل، بالجهة فضلا عن الصناعات الغذائية وتركيب السيارات، مع الاشارة الى انه خلال العشر سنوات الاخيرة توقف نشاط حوالي 100 مؤسسة في مختلف الاختصاصات . وحسب المعطيات المتوفرة فان الصيغة التعاقدية للبعض من الفضاءات الصناعية الجديدة تحولت الى عنصر منفر للانتصاب بها على غرار القطب التنموي بمنزل عبد الرحمان، حيث لا يزال دون مشاريع استثمارية هامة، وجعل منها اشبه بمناطق صناعية منتصبة على فضاء فلاحي لا غير . وفي ذات الاتجاه، اكدت مصادرنا ان سبع مجامع فقط، ذات فعالية فيما تظل باقي المناطق تعاني من فراغ في هذا المجال والبعض الاخر منها يشهد صعوبات على غرار مجمع العالية. مصانع أغلقت أبوابها وعمالها أحيلوا على البطالة انور السلامي نقابي عامل بمصنع باوتيك اكد ان عددا من المصانع اغلقت بالمنطقة الصناعية باوتيك، واسباب ذلك متعددة في مقدمتها، وضع البنية التحتية الكارثي والذي اصبح عنصرا منفرا للمستثمر والراغب في الانتصاب بالمنطقة رغم العودة التدريجية الضعيفة لانتصاب عدد من الوحدات. هذا الموقف يشاطره فيه نبيل بنصر عامل وكاتب عام نقابة بإحدى الشركات المنتصبة بالمنطقة الصناعية بمنزل جميل الذي قال :» للأسف عديد المصانع اغلقت ابوابها، وذلك دون افق حل للازمة الطارئة خلال السنوات الاخيرة، مقابل ارساء منطقة جديدة في فضاء فلاحي» وتابع الوضع ضبابي في ظل مطلبية عمالية وفقدان يد عاملة في بعض الاختصاصات، مطالبا بتأهيل عمال المناطق الصناعية، فالإشكاليات كثيرة ومتنوعة دون حلول في ظل غياب استراتيجية كاملة للإنقاذ من قبل الدولة. واضاف ان اكثر من 5 مصانع، اغلقت بعد الثورة ابوابها، وذلك في ظل صعوبات كثيرة تعيش على وقعها هذه المناطق، مضيفا ان الوقفة حازمة من الدولة ويجب اتخاذ إجراءات جادة وايجابية خاصة وان الخيارات المعتمدة ابرزت فشلها في حلحلة الوضع حسب تعبيره. من جهته، اكد مروان بلحاج عامل بذات المنطقة انه ينتظر تعاطي بفاعلية وايجابية مع ازمة المناطق الصناعية، التي تأثرت بعديد العوامل، فهذه المؤسسات تعيش التهميش واشكاليات متعددة عجلت بإغلاق ابوابها. صعوبات تهدد النسيج الصناعي من جهة اخرى، اتصلت «الشروق» بوكالة النهوض بالصناعة والتجديد حيث قال سهيل العرفاوي: «ان القطاع الصناعي تأثر سلبيا بالأزمة العالمية، التي مست الشريك الاستراتيجي الاتحاد الاوروبي منذ عام 2008 «. وتابع محدثنا قوله:» ان المناخ الاجتماعي والامني بعد الثورة كانت له تداعيات على هذا القطاع .... فالنسيج الصناعي غير محدد بالجهة، في ظل توزعه الحالي على مختلف المعتمديات، مما يخلق مشاكل في البنية التحتية، فضلا عن اشكاليات ادارية عمقت من صعوبات الانتصاب، في ظل عدم وجود تقسيم نهائي لهذه المناطق الصناعية». وحسب العرفاوي فان الإشكال الاساسي يتمثل في غياب برمجة للرصيد العقاري وهو ما يؤثر على نسق الاستثمار وان المطلوب مراجعة الاطار التشريعي للتصرف في المجامع الصناعية. وضع استراتيجية عاجلة اما عن مصنع السكر ببنزرت، فاعتبر كاتب عام النقابة الاساسية نور الدين الشاوش انه تم غلق مصنعين في فضاء الانشطة الاقتصادية ببنزرت، منذ اكثر من سنتين، وهناك اشكال كبير يرتبط بوضع البنية التحتية وتأهيل محيط وفضاء الانتصاب، مضيفا ان 400 عامل مباشر و1400 غير مباشر بمصنع السكر احيلوا على البطالة، في ظل غياب الدولة وانعدام التشجيع على الاستثمار، حيث حرم المصنع من نسبة ترويج 30 بالمائة من المنتوج في السوق التونسية. من جانبه، شدد رئيس غرفة الصناعة والتجارة للشمال الشرقي ببنزرت محمد فوزي بن عيسى على ان وضعية المناطق الصناعية القديمة بولاية بنزرت وهي مناطق منزل جميل وجرزونة و تينجةوماطر، تعرف مشاكل تهيئة وغياب صيانة للوحدات، المناطق الجديدة المحدثة والمنتصبة بكل من العزيب ومنزل عبد الرحمان واوتيك وبالتالي فان المطلوب الترويج والتعريف بمكاسبها وميزاتها التفاضلية. وقال محدثنا «نحن نترقب من السلطات والمتدخلين معالجة وضعية المجامع الصناعية حالة بحالة، دفعا للاستثمار ولصورة تونس كبلد صناعي، وبالتالي على الدولة تفعيل اليات الرقابة والمتابعة، عبر مؤسساتها في ظل معاناة الشركات والمجامع من صعوبات. حلول... لكن وباتصال «الشروق» بالمصالح المختصة بولاية بنزرت قال محمد نوفل بن ابراهيم رئيس دائرة العمل الاقتصادي والاستثمار: «انه تعود التدخلات بالمناطق الصناعية الى كل من المجلس الجهوي وبلديات المكان والوكالة العقارية الصناعية حيث نحرص على عقد اجتماعات تشاركية دورية» وتابع محدثنا ان ابرز الاشكاليات القائمة بالنسبة للمناطق الصناعية بالجهة عدم وجود متابعة فاعلة من قبل الوكالة العقارية الصناعية، فضلا عن وجود اشكاليات عالقة لعدد من المجامع الصناعية الاخرى.»