عاجل: آخر الآجال للتصريح بالضرائب في أوت 2025... ما تفلتوش المواعيد    بصمة تونسية في ميادين سباقات الخيل الأمريكية: المدرب والمربي وجدي بوعلي يحقق فوزا مميزا في مضمار ماونتنير بارك بولاية ويست فيرجينيا    عاجل/ حادثة الاعتداء على كلب بآلة حادة مما أدى الى وفاته: تفاصيل ومعطيات جديدة وصادمة..    اليوم.. هيئة ادارية وطنية لاتحاد الشغل    المرصد الوطني لسلامة المرور: النظر في تنقيح الامر عدد 146 لسنة 2000 المتعلق بالسياقة تحت تأثير الكحول بعد العطلة البرلمانية    زلزال بقوة 2ر6 درجات على مقياس ريشتر يضرب مصر..#خبر_عاجل    شمال غرب إسبانيا تحترق.. أكثر من 1000 شخص تمّ إجلاؤهم    أفرو باسكيت "أنغولا 2025": برنامج مباريات المنتخب الوطني التونسي    رسميا: محمد علي بن حمودة ينتقل إلى صفوف شباب بلوزداد الجزائري    الرابطة الأولى: النتائج الكاملة لمنافسات الجولة الافتتاحية .. والترتيب    برشلونة يفوز على كومو بخماسية ويحرز كأس خوان غامبر    عاجل: إعادة التوجيه الجامعي تفتح أبوابها اليوم وتغلقه في هذا التاريخ    وزارة الثقافة تنعى الفنان المبدع الفاضل الجزيري    المخرج التونسي الفاضل الجزيري في ذمة الله    تجربة سريرية تثبت فعالية دواء جديد في مكافحة سرطان الرئة    "أكسيوس": فانس يحقق تقدما في بريطانيا حول إنهاء الصراع الأوكراني    بطولة أمم إفريقيا للمحليين 2024: أنغولا تفوز على زامبيا 2-1    أبو تريكة يشارك رسالة صلاح لليويفا بعد مقتل "بيليه فلسطين"    عاجل: موجة حر قياسية تضرب جنوب فرنسا.. و12 إقليم في الخطر الأحمر    اليوم الحرارة مستحبة والطقس رائع جدا أثناء الليل..    خزندار: الإطاحة بمنحرف خطير محل 6 مناشير تفتيش    بعد الظهر: سحب بهذه المناطق وخلايا رعدية محلية مرفوقة بأمطار    عاجل : اتحاد الشغل يعلن كشفه اليوم آخر تطورات المفاوضات والملفات الساخنة    فوربس الشرق الأوسط تكشف عن قائمة أبرز 100 شخصية في قطاع السفر والسياحة لعام 2025    نجوى كرم تحطم الأرقام في قرطاج وتكتب فصلاً ذهبياً جديداً مع الجمهور التونسي    عاجل: وفاة صاحب''الحضرة'' الفاضل الجزيري بعد صراع مع المرض    عاجل/ دولة جديدة تقرر الاعتراف بدولة فلسطين خلال هذا الموعد..    نابل: انطلاق فعاليات الدورة 63 من مهرجان العنب بقرمبالية    مرصد سلامة المرور: 458 قتيلا بسبب حوادث الطرقات خلال النصف الأول من 2025    قتله جيش الإحتلال.. الصحفي أنس الشريف يترك وصية مؤثرة عن حياته وعائلته وغزة    جيش الاحتلال يرد على محمد صلاح بشأن استشهاد 'بيليه فلسطين'    تحذيرات في غزة من "مذابح" جديدة ينوي الاحتلال ارتكابها في القطاع    الكرة الطائرة – كأس العالم للسيدات تحت 21 سنة: على أي قناة وفي أي وقت يمكنك مشاهدة مباراة تونس ضد البرازيل ؟    استراحة صيفية    تاريخ الخيانات السياسية (42) .. ظهور القرامطة    يحدث في منظومة الربيع الصهيو أمريكي (2 / 2)    كسرى.. وفاة رجل واصابة زوجته وابنته اثر اصطدام سيارة بجرار فلاحي    للطلبة الراغبين في تعديل اختياراتهم الجامعية: دورة إعادة التوجيه تبدأ غدًا    سابقة خطيرة في قطر على مستوى الأمن الداخلي للدولة    منوبة: اليوم انطلاق الدورة 35 من المهرجان الصيفي ببرج العامري    ودّع القهوة... وجرّب هذه المشروبات التي تعزز صحتك وتمنحك طاقة طبيعية    دراسة ليبية تُحذّر: بكتيريا في المنتجات البحرية تنجم تقتل في 48 ساعة    عاجل/ بعد الاعتداء عليه بالة حادة: وفاة الكلب "روكي"..    انتهاء موسم الحصاد بهذه الولاية بتجميع أكثر من 267 ألف قنطار من الحبوب..    غرفة التجارة والصناعة لصفاقس تنظم بعثة أعمال متعددة القطاعات إلى السعودية    مهرجان مدنين الثقافي الدولي: الدورة 45 تحت شعار "مدنين، حكاية أخرى"    التوقعات الجوية لهذا اليوم..    تونس: حجز 172 طناً من المواد وحملات رقابية مكثفة تُسفر عن 9 قرارات غلق في النصف الأول من 2025    إطلاق الدورة الأولى لمسابقة "Cactus INNOV " لاختيار أفضل الابتكارات في تثمين التين الشوكي    اليوم: غلق وقتي للطريق نحو باجة بسبب تقدم أشغال توسعة المدخل الجنوبي للعاصمة    رفع 8000 متر مكعب من الفضلات ب133 شاطئا    اليوم.. 4 مقابلات والعيون على المنستيري والبقلاوة    نجوى كرم تُشعل قرطاج بعد غياب تسع سنوات: ليلة حنين وأغانٍ خالدة أمام جمهور غصّت به المدارج    غدا.. غلق الطريق في اتجاه باجة أمام القادمين من باب عليوة ولاكانيا    اكتشاف جديد    مهنة وصيف: بشير برهومي: »مشوي» على ضفاف شط الجريد    القمر يضيء سماء السعودية والوطن العربي ببدر مكتمل في هذا اليوم    كيفاش الذكاء الاصطناعي يدخل في عالم الفتوى؟ مفتى مصري يفسر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بعد أحداث سيدي بوزيد عبير موسي ل«الشروق» جهات سياسية وراء الجريمة * عشنا 5 ساعات من الرعب والأمن يتفرّج
نشر في الشروق يوم 01 - 04 - 2019

الحزب الدستوري الحر أصبح رقما صعبا في المشهد السياسي الراهن. سجّل صعودا لافتا في الأشهر الماضية حتى أنه بدأ يشكل ظاهرة على صعيد توسع قاعدة مناضليه ومريديه أو على مستوى توسع رقعة تواجد هياكله جغرافيا وكذلك على مستوى عمليات سبر الآراء التي بدأ وفقها يصعد إلى مراتب متقدمة.
رئيسته الأستاذة عبير موسي مناضلة صلبة، تشبّعت بأصول الحركة الدستورية ما صنع لها تميّزا وسط المشهد الدستوري التجمّعي وكذلك وسط العائلة الوطنية المؤمنة بتونس الحداثة والتطوّر والمعتزة بموروث ومكاسب دولة الاستقلال والمدافعة عن ضرورة الحفاظ على هويتها وصيانتها من تهديدات الاسلام السياسي..
هذا الصعود وهذه المواقف خلقت لها حسّادا ونقّادا وأعداء. وقد جاءت أحداث سيدي بوزيد التي شهدها اجتماع الحزب الدستوري الحر الأحد الماضي لتشكل ترجمة لدرجة الغضب والازعاج التي بدأ يشكّلها والتي جعلت بعض أعداء الديمقراطية يقارعونها بحجة القوّة والغطرسة ويعتدون على مناضليها بوابل من الحجارة. هذه الحادثة شكلت منطلق حديثنا مع الأستاذة عبير موسي.
ما الذي حدث بالضبط خلال اجتماعكم أول أمس بسيدي بوزيد؟
حضر عدد غفير من الدساترة من سيدي بوزيد والقصرين والقيروان لأن الاجتماع كان اقليميا. وقبل انطلاق الاجتماع تجمع حوالي 10 أو 12 نفرا وأعدوا مخططا للتهجّم عليّ اثناء دخولي فضاء الاجتماع بالحجارة والبيض. لكن الأمن تولى تأمين دخولي من باب آخر. ومع بداية كلمتي ما راعنا إلا وبدأ إطلاق الحجارة بالمقاليع وحدثت اصابات عديدة في صفوف مناضلينا وهناك من لا يزال إلى حدود أمس في المستشفى.
تواصل الاجتماع تحت وابل من الحجارة وبعد انتهائه تم احتجازنا لمدة 5 ساعات. وقد عرض عليّ الأمن ثم والي الجهة تأمين خروجي قبل مناضلي الحزب وهو ما رفضته ليدخلوا معي في مفاوضات رفضت إثرها الخروج إلا بعد تأمين القواعد حيث كان هناك أنفار متسلحون بالحجارة والأسلحة البيضاء وقوارير الخمر يتولون تهديد كل من يهمّ بالخروج.
أين الأمن من كل هذه الفوضى؟
اكتفى بالفرجة.. ولم يتدخل لتفريقهم رغم أنهم حطموا سيارات مناضلينا وخلعوا عجلاتها وسرقوا الوثائق ودفاتر الصكوك. ورغم تواصل رمينا بالحجارة قد اكتفى الأمن بعرض تأمين خروجي. وفي المساء تواصل معي الوالي وحاول هو الآخر اقناعي بالخروج وهو ما رفضته. وتواصل منطق المفاوضات لفك الحصار كما لو كنا محتجزين. كان مشهدا لغياب الدولة التي لم تحم مواطنين تعرضوا للخطر ولم تؤمن اجتماعا حزبيا مرخصا له.
وعندما خرج مناضلونا في الأخير تم ذلك تحت وابل من الاهانات والشتائم وافتكاك الأمتعة للكهول وللفتيات.
هل كان عملا عشوائيا أم استهدافا منظما حسب رأيك؟
في انتظار حصولنا على كل المعطيات أؤكد مبدئيا ان ما حصل كان منسقا ومنظما من جهات سياسية. هناك من رصدوا ومن أطلقوا الحجارة.. وقد تعرفنا على واحد من المعتدين والمتهجمين على مناضلينا وهو من حزب التيار الديمقراطي.
كيف كانت تفاعلات السلطة والأحزاب السياسية؟
اتصل بي رئيس الدولة وندّد بالعملية وأصدرت عديد الأحزاب بيانات تنديد. لكن أقول ان السلطة يجب أن تفرض تطبيق القانون وأن تتصدى للاجرام المنظم ولمنطق الارهاب الذي يهدد المسار الديمقراطي واستقرار البلاد. نحن نرجع لمربع التهديدات ومواجهة المنافس السياسي بحجة القوة. وقد تبنى ما يسمى «حركة شباب تونس» العملية وبصدد تكرارها في اجتماعاتنا المقبلة وهو ما يفرض على الدولة التحرّك لردع هذه المليشيات التي تهدد المسار الديمقراطي.
عقدتم في الأسابيع الماضية جملة من الاجتماعات هل كان التزامن مع عيد الاستقلال من باب المصادفة؟
هذا العام عقدنا عديد الاجتماعات الناجحة والضخمة اجتماع بصفاقس في مقر معرض صفاقس الدولي بمناسبة ذكرى 18 جانفي 1952 واجتماع قصر هلال الذي كان تجمعا كبيرا جدا للدساترة وكذلك اجتماع سوسة بمعرض سوسة الدولي وكذلك اجتماع بن قردان والكاف. لقد أردنا أن تكون اجتماعاتنا هذا الشهر عبارة عن سلسلة احتفالات بعيد الاستقلال بدأناها بصفاقس وتنتهي بسيدي بوزيد يوم 31 مارس الفارط.
كيف كان التفاعل مع هذا الربط بذكرى الاستقلال خاصة وقد أصبحت تمر في صمت في السنوات الأخيرة؟
نحن نلاحظ كما يلاحظ التونسيون كيف يتم تغييب ذكرى الاستقلال وكيف يمر 20 مارس في غياب أية مظاهر للاحتفال وأية فعاليات من شأنها تذكير شبابنا بتضحيات الآباء والأجداد من أجل الاستقلال ومن أجل الراية الوطنية وهو ما يعد انتهاكا خطيرا لمفهوم السيادة الوطنية واستقلال قرارنا الوطني.
وقد تعمدنا انتصارا لرسالة الاستقلال وللسيادة الوطنية وتكريسا للرمزية التي يمثلها هذا التاريخ تنظيم سلسلة احتفالات واجتماعات لانعاش الذاكرة الوطنية.. وقد لاحظنا التفافا شعبيا منقطع النظير في كل الاجتماعات التي عقدناها تجسد من خلال المدّ الجماهيري الذي واكب اجتماعاتنا وهو التفاف حول مفهوم الدولة ومفهوم الاستقلال وحول حزبنا الذي يتشبث بهذه القيم والمعاني ويحرص على تمرير رسائل كبرى أهمها أننا لن نفرط في السيادة الوطنية وفي استقلالنا.
تنظيم سلسلة هذه الاجتماعات في الجهات وبعيدا عن العاصمة هل كان اختيارا أم اضطرارا؟
نحن حاولنا عقد اجتماع شعبي كبير يوم 20 مارس في قبّة المنزه وراسلنا وزارة الشباب والرياضة وإدارة الحي الأولمبي لكن وصلتنا رسالتان متناقضتان تتبجحان بقانون 1976 الذي يمنع استعمال الفضاءات الرياضية لغير الأنشطة التي بعثت من أجلها. لكن هذه الحجة واهية وساقطة بما أنه تم تمكين أحزاب أخرى من عقد اجتماعات حزبية بهذه الفضاءات وهو ما يجسد سياسة المكيالين ويمثل تهديدا للمسار الديمقراطي. ومع هذا فقد تحركنا في عديد الجهات الداخلية واسمعنا صوتنا واحتفلنا مع شعبنا بهذه الذكرى الغالية على نفوس الوطنيين. كل هذا علاوة على توظيف أجهزة الدولة للدعاية لحزب معين حيث تعقد اجتماعات تحمل لافتة تنموية أو حكومية لكنها تتحول إلى مناسبات للدعاية وخرقا لمبدإ تكافؤ الفرص.
المتابع للمشهد السياسي ولنتائج عمليات سبر الآراء التي أنجزت في الأشهر القليلة الماضية يلاحظ صعودا مدويا للحزب الدستوري الحر الذي بات يتبوأ مكانة متقدمة. كيف تفسرين هذا الصعود؟ وهل يمكن الحديث عن ظاهرة الحزب الدستوري الحر؟
وصفة النجاح سهلة بالنسبة لنا. نحن حزب عريق تعود جذوره إلى أكثر من 100 سنة. وقد بقينا أوفياء لسنّة الاتصال المباشر والالتحام بنبض الناس على الميدان. وقد تمكنا بفضل مثابرتنا من تركيز هياكلنا على مستوى الولايات وننكب على اكمال هياكلنا على مستوى المعتمديات كما بدأنا في تركيز المحليات في أعماق الأرياف التونسية. هذا إضافة إلى المعاني التي نجسدها من انتصار للدولة الوطنية ولسيادتها وكذلك برامجنا الواضحة والرامية إلى انقاذ الدولة من كل مظاهر السقوط الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.
من هم مناضلو حزبكم وأنصاره؟
هم متنوعون من مختلف الأجيال من الأطفال والشباب والمقاومين. العنصر النسائي حاضر بقوة وفاعلية. حزبنا يجمع كذلك من عرفوا مفهوم الدولة وأنصارنا من كل المستويات التعليمية. هو صورة مصغرة للمجتمع التونسي ويلتف حولنا كذلك الكثيرون من خارج العائلة الدستورية على أساس وضوح الرؤية والثبات على المبدإ.
الكثير من التونسيين والتونسيات وجدوا في حزبنا بمناضليه المصداقية والوفاء بعيدا عن كل مظاهر السياحة الحزبية التي نلاحظها وبعيدا عن الانصهار في المنظومة التي طبّعت مع الاخوان المسلمين.
كما قلت هم صورة لتونس. صورة يجتمع فيها شقان كبيران. شق يلتف حولنا ويتبنى خطابنا رفضا للوضع الحالي وشق رفضا للاخوان.
ألا تتعرض اجتماعاتكم لأي تشويش أو مضايقات؟
لا نجد أي تشويش. على العكس نجد تجاوبا تلقائيا واستبشارا. الناس يسترجعون من خلالنا صورة تونس الأصل وتونس الفرحة. هم في حاجة ماسة إلى تغيير جذري نحو إعادة مقومات الدولة ومؤسساتها ونتمنى أن يكون ما حدث في سيدي بوزيد مجرد قوس أغلق لما فيه خير المسار الديمقراطي وخير السلم الاهلية وأمن البلاد واستقرارها.
لكن عديد الأحزاب تقف على هذه الأرضية وتؤكد التحامها بتطلعات الناس؟
التونسيون أذكياء. وقد تفطنوا إلى مواطن الاختلاف وما يميّز حزبا عن آخر. نحن مختلفون بمواقفنا وبرفضنا لمنظومة ما يسمى الربيع العربي وما ألحقته من دمار بتونس وما أظهرته من فشل شمل كل القطاعات وكل مناحي الحياة. نحن نطرح على أنفسنا استرجاع مقومات الدولة وإعادة الهيبة لمؤسساتها. الناس يريدون ارجاع هيبة الدولة وتأمين لقمة العيش وهم ناقمون على تردي الأوضاع الاقتصادية والأمنية وعلى هذه الأسس يلتفون حول حزبنا الذي يصعد بشكل لافت جماهيرينا وفي عمليات سبر الآراء رغم ما يشوبها من توجيه وحتى تزوير..
مؤخرا عقدتم اجتماعا في بن قردان وقبله بصفاقس هل وجدتم ان الجنوب مضمون لحركة النهضة كما صرّح رئيسها؟
هذا الكلام خاطئ. لقد نزلنا في عديد الدوائر ومررنا بالشوارع وجلسنا في المقاهي وعقدنا عديد اللقاءات وما أستطيع تأكيده ان الناس ملتفون حولنا على أسس استرجاع مقومات الدولة والقطع مع المنظومة التي أدت إلى انهيار هيبة الدولة وانهيار الوضع الاقتصادي والمقدرة الشرائية. لقد لاحظنا امتعاضا كبيرا من المنظومة المسؤولة عن كل هذه الانهيارات وأساسا منظومة الاسلام السياسي. الناس يريدون تغيير الأوضاع.
كيف تستعدون للاستحقاقات الانتخابية القادمة وهل تنوون الترشح في كل الدوائر؟
نحن حاضرون الآن على مستوى الولايات وكما أسلفت على مستوى المعتمديات نغطي الآن 80 ٪ من العدد الجملي ونحن بصدد استكمال تركيز هياكلنا في البقية. ونحن الان بصدد تكوين الخلايا محليا وسنتقدم في كل الدوائر ولجاننا الانتخابية تستغل منذ سنة لاعداد وصياغة برنامجنا الانتخابي.
ما هي أبرز ملامح هذا البرنامج؟
قريبا جدا سيتم الانتهاء من صياغته تفصيليا. وهو يدور حول مخطط انقاذ وطني واجراءات عاجلة لوقف نزيف الدمارات الاقتصادية. وهو يتضمن خيارات على المدى المتوسط وعلى المدى البعيد. وسنتقدم بجملة من المبادرات التشريعية لإيقاف نزيف الانخرامات.
تتكلمين عن مبادرات تشريعية وعن كتلة برلمانية كما لو أنك تضمنين مركزا متقدما في الانتخابات التشريعية القادمة؟
نحن نعدّ أنفسنا ونحشد طاقات مناضلينا لنحتل المرتبة الأولى.
لو نفصّل قليلا في هذه المبادرات التشريعية؟
من أبرزها مبادرة لتغيير الدستور رد النظام السياسي في اتجاه إرساء نظام يضمن هيبة مؤسسات الدولة ويعيد توازن المؤسسات ويقطع مع ارتهان السلط.
أين تضعين الحزب الدستوري الحر في خارطة الأحزاب الدستورية والتي تلبس رداء البورقيبية؟
حزبنا هو الممثل الوحيد للفكر الدستوري نحن نفتخر بالموروث الدستوري ولتراكماته على مدى أكثر من قرن... ونحن بصدد تشكيل لجان للاحتفال بمائوية الحزب، وحزبنا هو أيضا البديل الحقيقي للمنظومة الحالية والذي يعيد الأمل للتونسيين والدليل هو التوسّع الجغرافي الكبير لحزبنا في أعماق تونس وتجذره في تاريخ العائلات التونسية حيث لا تكاد تخلو عائلة من مناضل دستوري...
كأنّك تغلقين الأبواب أمام كل مسعى لتوحيد الدساترة؟
الدساترة موحدون في حزبنا وأستطيع التأكيد بأن الأغلبية الساحقة من الدستوريين قد انخرطت في حزبنا ولم يبق خارجه إلا القليل ممن انساقوا في المنظومة الحالية وطبّعوا مع الإخوان.
هذا ينطبق أيضا على «القائمات البورقيبية» التي طرحها مؤخرا السيد حامد القروي؟
لن نشكل قائمات مع أحزاب خرجت من دائرة العائلة الدستورية ولا مع شخصيات بيّضت للإخوان المسلمين.
لم يعد هناك مشكل اسمه تشتت الدساترة هناك فقط أشخاص انسلخوا عن الفكر الدستوري البورقيبي ويريدون القيام بأدوار لصالح خصومنا تحت مظلّة لمّ الشمل.. وقد كشف المناضلون الدستوريون هذه اللعبة.
في كلمة نعتبر مثل هذه القائمة اضعافا لخطوط الحزب الدستوري الحر لفائدة خصومنا لأنها تفضي إلى تشتيت أصوات قاعدتنا الانتخابية.
هذا الموقف يجرنا للحديث عن المآخذ التي يوجهها لك رموز من التجمع ومن العائلة الدستورية بالتصلب وعدم إبداء المرونة إزاء المتغيرات التي حصلت في تونس؟
حزبنا مبني على هيمنة الفكرة والبرنامج وليس الشخص وفي أطر الحزب أعدنا قسم الإخلاص ورسمنا لأنفسنا خطوطا حمراء ينضبط لها كل مناضلينا وهي خطوط تقطع الطريق على تغوّل الفرد وعلى الانفراد بالرأي... والنتيجة واضحة ونلمسها من خلال غياب السياحة الحزبية في حزبنا ومن خلال تضحيات مناضلينا بالمال وبالجهد من أجل مزيد دعم إشعاع الحزب وتمويل نشاطاته وفعالياته...
هذا يحيلنا إلى الحديث عن تمويل الحزب فكيف تحشدون لتلك الاجتماعات الكبرى؟
التمويل يتأتى أساسا من الاشتراكات ومن تبرعات مناضلينا نحن حزب بني على القناعات والتضحيات وأصلا لا توجد لدينا شراء ذمم ولا ضمائر لأننا لا نملك المال ولا السلطة لتقديم المكاسب. والمناصب العقلية التي بني عليها حزبنا هي عقلية الحزب أيام معارك التحرير.
استعدادا للانتخابات القادمة هل تفكرون في تحالفات مع أحزاب أو عائلات سياسية؟
تحالفنا الوحيد سيكون مع الشعب ضد هذه المنظومة لتغييرها بالقانون وبالصندوق.
لكن تغيير المنظومة يتطلب الحصول على كتلة كبيرة في الانتخابات القادمة؟
كما قلت سابقا نحن نعمل للحصول على المرتبة الأولى وبالتالي على أكبر كتلة برلمانية وإن لم يحصل وهو ما نستبعده فإن التصويت في المجلس سيكون هو الفيصل، ونحن سنصوت ضد أي حكومة يشترك فيها الإخوان وإذا حصلنا على الأغلبية فسنشكل حكومة بدون إخوان.
البعض يطالبك بمراجعة موقفك المتصلب من الإسلام السياسي من باب التأقلم مع التحولات؟
نحن نعتبر أن المنظومة الموجودة دخيلة لذلك نريد إرجاع منظومة وطنية.
لقد طلبنا إجراء تحقيقات في شبكات تمويل الإرهاب وتسفير شبابنا إلى بؤر التوتر كما طالبنا بفتح تحقيق في التمويلات الأجنبية لبعض الأحزاب لكنهم رفضوا.
وأضيف بأننا سوف ننظم مسيرة حاشدة يوم 9 أفريل شبيهة بمسيرة 9 أفريل 1938 تنطلق من الحلفاوين إلى القصبة وسيتم فيها رفع مطلب برلمان تونسي ودستور تونسي على اعتبار أن المنظومة الموجودة دخيلة.
نحن قادمون من رحم المنظومة الوطنية لاسترجاع تونس وإرجاعها للتونسيين.
وفي الختام؟
سنعمل مع كل الكفاءات الوطنية لإعادة بناء تونس على أساس الكفاءة وليس المحاصصة... سوف نحرّر الكفاءات من سطوة الأحزاب والولاءات السياسية برنامجنا هو برنامج جمهورية ثالثة نحن نطرح نظاما ديمقراطيا تعدديا يضمن المعادلة بين احترام الحريات وحقوق الإنسان وتبني ضمان دولة قوية لمؤسسات قوية وبقرار سيادي وطني.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.