أسئلة متنوعة من قراء جريدة الشروق الأوفياء تهتم بكل مجالات الشريعة الإسلامية السمحة فالرجاء مراسلة هذا الركن على العنوان الالكتروني:[email protected] أو على رقم الهاتف الجوال:24411511 . السؤال الأول أصبحت أشعر بشيء من الحقد على أبي بسبب تقصيره في رعايتي ورعاية إخوتي ومعاملته السيئة للوالدة حيث كان ينفق المال في شرب الخمر وغيره من المنكرات مما جعلنا نقصر في رعايته عندما كبر وهرم وأصبح ملازما للمنزل. هل نلام في تقصيرنا نحوه؟ الجواب: إذا قصر الوالد في الحقوق التي عليه لأولاده فإنه يلام على ذلك وسيحاسب على تقصيره يوم القيامة ولكن لا يعني ذلك أن للأبناء أن يقصروا في حقوق الوالدين بل البر بهما واجب في كل حال ويجب مصاحبتهما في الدنيا بالمعروف حتى ولو كانا كافرين. قال الله تعالى: (وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً) (لقمان:15). ما أنصحك به أن تعامل أباك بإحسان ومعروف وإلا فإن ذلك يعدّ من العقوق الذي حرّمه الدين. السؤال الثاني هل حينما يشعر الإنسان بمحبة كبيرة تجاه الخالق هل يعني ذلك أنه رزق رضاه فضلا عن أن السائل لا يقوم بواجبه الديني بخشوع تام فهو حينما يذكر الله أو يتأمل الكون تدمع عيناه ويشعر بمحبة كبيرة لله عز وجلّ؟ الجواب تكون محبة الله تعالى بإجلاله وتعظيمه وبطاعته وعبادته بإخلاص دون رياء والقيام بكل التكاليف الشرعية دون كلل أو كسل كما أنه سبحانه وتعالى بيّن للإنسان الطريق الذي به تقوى علاقته بربّه ويقوى إيمانه وتتركّز عقيدته حيث أمره بالتدبر في ملكوته والتأمل في مخلوقاته قال تعالى:(ِإنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ. الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)(آل عمران190191) . ولذا فإن محبة الله لعبده ورضاه عنه لا تتحقق إلا بقدر محبة العبد لربه وطاعته له. السؤال الثالث: أريد أن أزور والديّ مرة في الأسبوع للاطمئنان عليهما خاصة وأنهما كبيران في السن لكن زوجي يمنعني من ذلك بدون أي سبب ممّا جعل علاقتي بزوجي تتأزم وتكثر الخلافات بيننا وقد دفعني ذلك لأزورهما خلسة وبدون علمه. أريد سيدي الشيخ معرفة رأي الدين في ذلك؟ الجواب: إن طاعة الوالدين والإحسان لهما واجب أقره الشرع على الرجل والمرأة على حد سواء فكما أمر الرجل برعاية والديه كذلك أمر المرأة برعاية والديها ومن وجوه الرعاية زيارتهما في بيتهما وتفقد أحوالهما. لذا فإنه كان من الأولى على زوجك أن يسمح لك بزيارة والديك وألا يمنعك من ذلك إلا عند تحقق الضرر بزيارة أحدهما، لما في منعك من قطع للأرحام وهذا مخالف للشرع ثم إن منع الزوجة من زيارة أبويها قد يحملها على مخالفته ويؤدي إلى حدوث المشاكل داخل الأسرة. لذا أقول لهذا الزوج ولكل الأزواج إن السماح لهذه الزوجة بزيارة أهلها وأرحامها يطيّب خاطرها، ويدخل السرور عليها وعلى أولادها وكل ذلك يعود بالنفع على الزوج والأسرة. السؤال الرابع هل يمكن إعطاء المقبل على الزواج من مال الزكاة لإعانته على امتلاك نصف دينه ؟ الجواب نعم يجوز إعطاء من يريد الزواج من مال الزكاة إذا كان لا يجد ما يكفيه للزواج من غير إسراف لأن الزواج حاجة ملحة للإنسان تساعده على إحصان نفسه والمحافظة عليها من الوقوع في الحرام