قال المحلل السياسي الجزائري محفوظ شخمان ان الوضع في الجزائر يحتاج لمواقف جادة للخروج من الأزمة معتبرا أن المؤسسة العسكرية وبانحيازها الى الشعب تكون قد اتخذت موقف الضامن لتحقيق مطالبه. كيف تقرأ الوضع الحالي في الجزائر؟ لا زال الوضع يحتاج الى اقرار بيانات ومواقف جادة للخروج من الازمة الحالية ولابد من مغادرة المسؤولين السابقين منهم عبد القادر بن صالح ونور الدين بدوي وبلعيز مع الغاء تام للمادة 102 والاعتماد على المادة 7 و8 من الدستور اللتان تعتبران الشعب مصدر السلطة. برأيك هل سيتمكن المتظاهرون من تحقيق كل مطالبهم ؟ مادام الشعب هو مصدر السلطة نعتقد انه سيتمكن من تحقيق اغلب مطالبه المتمثلة في استقالة المسؤولين المباشرين وغير المباشرين والمتهمين بالفساد في عدة قطاعات مع تعيين اشخاص نزهاء ومن ذوي الكفاءة والخبرة وغيرتهم على الوطن حتى يكونوا بالصورة التي يتمناها المتظاهرون، وللإشارة فإن الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة الذي اشار في خطابه الاخير بسطيف قبل تعرضه إلى جلطة دماغية إلى نهاية مرحلته وأنه على الجمعيات والمنظمات الوطنية ان تلعب دورها في التوعية المجتمع مشيرا في مجمل كلامه إلى هذا النوع من الحراك الشعبي. أي دور ستواصل لعبه المؤسسة العسكرية؟ أعتقد ان المؤسسة العسكرية لديها حاليا ثلاث فرضيات، الاولى تتعلق بتطبيق المادة 102 من الدستور التي ستمنح رئاسة مؤقتة لعبد القادر بن صالح لمدة ثلاثة اشهر من اجل تنظيم انتخابات رئاسية، والتي نؤكد ان المتظاهرون سيرفضون هذا الاقتراح ان وضع من طرف المؤسسة العسكرية . أما الفرضية الثانية فهي ان تتماشى المؤسسة العسكرية مع مطالب المتظاهرون ومجمل المطالب والشعارات التي يرفعونها. اما الفرضية الثالثة التي نعتقد ان المؤسسة العسكرية ستقدم عليها هي الاعلان عن اقالة الثلاثة عناصر وهم عبد القادر بن صالح رئيس مجلس الامة ونور الدين بدوي وزير الاول وبلعيز رئيس المجلس الدستوري مع استدعاء ممثلين عن المتظاهرون لبداية ايجاد حل للفراغ الدستوري. أي شخصيات مرشحة لخلافة بوتفليقة ونيل ثقة الجميع؟ أعتقد انه حينما يتوفر معياران مهمان وهما نزاهة الشخص وثقة الجميع فيه وكفاءته وخبرته سيوافق عليه الجميع وهم على التوالي : تبون عبد المجيد - علي غديري – طالب الابراهيمي – اليمين زروال الرئيس السابق، كما نشير ان بعض الاخوان المسلمين روجوا لأنفسهم انهم هم البديل الذي لابد منه مستغلين بذلك ركب الموجة دون الاهتمام بمختلف أطياف المجتمع الذي له الدور الاكمل بهذا الحراك. هل سنرى جزائر جديدة في الأفق؟ نعم. اذا لم تكن هناك ضغوط دولية سواء من فرنسا او غيرها من الدول أخرى، ومن جهة ثانية رغبة الجميع في تغيير الوضع السياسي و الاقتصادي و الثقافي في البلاد الى الاحسن وسيكون عملهم مكمّل لما قام به المناضلون الاوائل خلال الثورة التحريرية وسيذكرهم التاريخ في نضالهم اتجاه جزائر متحضرة ومتقدمة وابعاد المنتهزين الذين يعرقلون اين نوع من التقدم. كيف سيكون تأثير ما سيحدث ايجابيا او سلبيا على دول الجوار؟ وفق النتائج التي سيتوصل اليها الحراك سيؤثر لا محالة على دول الجوار اذا كانت نتائج ايجابية الى الاحسن وتغيير كل مسؤولي السلطة ستنعكس ايجابا على دول الجوار، اما اذا لم تتوصل الى نتائج ايجابية وجدد النظام نفسه ستنعكس سلبيا على دول الجوار. وهل سيحافظ المتظاهرون على هذا الزخم حتى الأخير؟ لا أتصور ان هذه المظاهرات ستتناقص في الزخم خلال الاسابيع القادمة بل ستتوسع وتشمل حتى المراكز والدوائر والبلديات عبر الوطن كما تشمل مختلف القطاعات حالات إضراب إذا لم تحقق المظاهرات مطالبها المتمثلة في استقالة بعض الوجوه القديمة.