تونس الشروق اشهر قليلة تفصل التونسيين عن الانتخابات القادمة في الوقت الذي تدرك فيه كل الأطراف صعوبة الموقف وصعوبة الظروف سياسيا واجتماعياً واقتصاديا .... كثيرون ينتظرون كيف سيكون موقف الاتحاد العام التونسي للشغل من مختلف الأطراف والاسماء المترشحة في الاستحقاقات الانتخابية القادمة وهو موقف أعلنت عنه قيادة الاتحاد بشكل واضح وصريح ويتمثل في ان النقابيين سيدعمون بقوة الطرف الذي سيتبنى البرنامج الاقتصادي والاجتماعي الذي يتولى الان الاتحاد إعداده. وسيتضمن أفكارا ومبادرات وحلولا واقعية ومدروسة لكل الإشكاليات الاقتصادية والاجتماعية التي تعيشها تونس اليوم... انتخابات لكن ليس خافيا الآن ان كل الأطراف السياسية تتجه أنظارها الى الاتحاد العام التونسي للشغل والى منخرطيه ، فالاتحاد بصرف النظر عن موقف البعض منه يبقى الطرف الاجتماعي الأقوى والأكثر تأثيرا والأكثر حضورا بفضل هياكله المنتشرة محليا وجهويا ومركزيا الى جانب امتلاكه لإعداد كبيرة من المنخرطين يمثلون قاعدة انتخابية مؤثرة وفاعلة تسيل لعاب كل الأحزاب السياسية في تونس ..... أدرك الاتحاد العام التونسي للشغل بعد تجربته وانخراطه في ما عرف حينها بوثيقة قرطاج ان الانخراط المباشر في لعبة السياسة والحكم لن تكون في صالحه فالأفضل له ان يبقى فوق كل الأحزاب خاصة وان لدى قيادة الاتحاد الآن قناعة بأن كل الأحزاب السياسية عاجزة وفاشلة في برامجها وفي تقديمها للتصورات والحلول والبدائل ... مرشح عكس ما ينتظره البعض فان الاتحاد العام التونسي للشغل لن يقدم ولن يساند اي مرشح في الانتخابات الرئاسية لكنه سيدعو منخرطيه وانصاره الى التصويت ودعم من يتبنى برامجه وقناعاته ويدافع عن تصوراته في المحافظة على القطاع العام وتحقيق العدالة الجبائية وضمان الصحة والتعليم المجاني للجميع .... يدرك الاتحاد العام التونسي للشغل حقيقة عزوف المواطنين وفقدانهم الثقة في الأحزاب السياسية التي فشلت على مدى سنوات الثورة في تحقيق امال ووعود التونسيين الذين تدهورت أحوالهم ومقدرتهم الشرائية وارتفعت نسبة العاطلين عن العمل وازداد عدد الفقراء وارتفعت نسبة الأمية في صفوف الشعب ، ويدرك أيضا ان هذه الأحزاب بما في ذلك احزاب السلطة لن تقدر بسهولة على استرجاع ثقة الناخبين .... كل السياسيين برهنوا بعد الثورة انهم فاشلون وعاجزون ومهمتهم الوحيدة طيلة سنوات هي إطلاق وتقديم الوعود الكاذبة .... اثناء وبعد الانتخابات سيكون الاتحاد العام التونسي للشغل اكثر قوة لان الأحزاب السياسية سيتواصل ضعفها وعجزها عن إقناع الناخبين ببرامجها التي تتشابه في الوعود التي لن تتحقق .... ملفات لن يتنازل الاتحاد عن ملفاته وهي ملفات صعبة وثقيلة بالنسبة الى كل الحكومات، ولن يتنازل النقابيون عن استحقاقاتهم وعن حقوقهم أيا كان الحزب الذي سيفوز والحكومة التي ستحكم بعد الانتخابات .... أمام من سيحكم تونس بعد الانتخابات القادمة ملفات حارقة تحتاج الى الكثير من التفاهم مع الاتحاد العام التونسي للشغل الطرف الأقوى على الساحة .....