تحدث الدكتور الراحل صالح المهدي عن خصوصيات التلحين عند خميس الترنان في كتاب أصدره بالمناسبة... «...تناول الشيخ الترنان تلحين مجموعة هامة من الموشحات في اللهجة التونسية ضمنها باقة من المقامات والإيقاعات ففي مقام المزموم المقارن بالماجور الغربي له موشح الشاعر احمد خير الدين «طاف بالصهباء بدري» وقد صاغه على وزن السماعي ثقيل واستعمل فيه الترديد بين المطلب والمجموعة على غرار ما قام به احمد الوافي في موشح «قاضي العشق» تماشيا مع مدرسة الملحن المصري « محمد عثمان وقد تناول عقدا من مقام الكردي على الحسيني حساسا) وفي مقام الحسين لحن موشح بالهوى قلبي تعلق» وابتكر له وزنا خاصا ذا ثلاث عشرة وحدة زمانية وفي مقام النوى له موشحان للشيخ القصار من رنة العيدان رقت حواشي السامر الذي به موشح ابن سهل «ليل الهوى يقظان والنجم ترب السهر» وقد صاغه على الإيقاع المتناول في الحوزيات الجزائرية. وفي مقام السيكاه له موشج على وزن البطايحي طالعه «ان قربوا آه وان بعدوا آه» وقد صاغه على طريقة الموشحات التونسية القديمة التي تعتمد تنويع المقامات في كل مقطع مع الرجوع الى الأصل في آخره على غرار موشح ابن سناء الملك «كللي يا سحب تيجان الربى « الذي كان المرحوم نقله عن الشيخ رشيد بن جعفر وهذبه في مقام راست الذيل وموشح الصفي الحيل « شق جيب الليل عن ننحر الصباح « في مقام االصبهان. وله في مقام العجم عشيران موشح «في نغمة العود» لأبي الحسن المريني وقد صاغه على وزن البطايحي وعلى طريقة الموشح السابق وهو اول استعمال لمقام العجم عشيران الشرقي في التراث التقليدي المغربي وكان الشيخ الترنان اول من تناول تلحين القصائد على ايقاع الوحدة وقد جارى في تلحينها قصيد ابي العلاء وحقك انت المني والطلب « وقصيد شيخ الادباء محمد العربي الكبادي «قف بالمنازل وانشق طيب رياها « في مقام العجم وقصيد محمد السعيد الخلصي « يا زهرة غضت وضاع اريجها التي تناول فيها مقام الراست على الطريقة العراقية. وقصيد القصار عذل العدال والهوى وفؤادى» وقد صاغه على المقام التونسي راست الذيل وقد أبرز بهذه القصائد عدة مطربات منهن شافية وفتحية وصليحه وعليه. يتبع