اعتبر الفنان حسين المحنوش، أن الأقدار شاءت أن يعود في كل مرة، إلى الشاشة الصغيرة بعد عقد من الزمن يلي نجاحه في مسلسل، معبرا عن سعادته بنجاح «نوبة» في رمضان. تونس «الشروق» هو من الممثلين الذين أتقنوا كل أدوارهم، وكان النجاح حليفهم في كل الأعمال الدرامية التي شارك فيها تمثيلا وكتابة، ففي مسيرة درامية تواصلت 27 سنة، نجح الممثل والسيناريست حسين المحنوش، منذ سنة 1992 في أن يضع بصمته ككاتب سيناريو وممثل (العاتي) في مسلسل "الدوّار"، نجاح جعله بطلا لمسلسلي "فجّ الرمل" و"ماطوس" سنوات بعد، ليتغيب إثر هذه الأعمال 08 سنوات، ظهر بعدها في مسلسل "بين الثنايا"، ليأتي مخرج شاب، اسمه عبد الحميد بوشناق باحثا عنه في مقر إقامته بالكرم، أين حصل الاتفاق بأن يكون المحنوش أحد أبطال "نوبته" الدرامية الأولى. * عودة إلى الشاشة الصغيرة والدراما، بعد غياب طويل نسبيا؟ - أجل عودة إلى الساحة الدرامية بعد غياب تواصل 10 سنوات، أي عقدا من الزمن وتحديدا منذ مشاركتي في مسلسل "بين الثنايا" للمخرج حبيب المسلماني سنة 2008، لقد كنت كما تعلمون أعاني من عدة عراقيل، ومبعد، والمسألة طالت نسبيا، وتجربتي لا تسمح لي بأن أقف في الصف أستجدي دورا، حفظا لكرامتي. * وكيف كان الاتصال بك للمشاركة في "نوبة"؟ - حقيقة، فاجأني المخرج الشاب والمتميز عبد الحميد بوشناق، فقد بحث عني وجاءني إلى غاية مقر إقامتي بالكرم، ووصف لي شخصية "قنوش"، وكانت عودة مباركة ورائعة توجت عبرها، وكان النجاح حليف كامل فريق العمل فتوج مسلسل "نوبة" بكل الجوائز تقريبا من مختلف اللجان التي أسندت جوائز ومنها جوائز الإخراج والسيناريو لهذا المخرج الشاب الذي ينتظره مستقبل كبير. * بعد أكثر من 25 سنة، هل عاش حسين المحنوش ردود أفعال المشاهد التونسي تجاه دوره في "نوبة" بنفس أحاسيس ردود الأفعال تجاه "الدوّار"؟ - بصدق أعيش إلى الآن لحظات ممتعة جدا، وسعادتي لا توصف بردود أفعال الجمهور في الشارع التونسي، وبردود أفعال زملائي الذين رحبوا جميعهم بعودتي عبر شخصية "قنوش" في المسلسل الرائع "نوبة"، وهو ما مثل حافزا لي في أن أقدم الأفضل في المستقبل، وهو أيضا ما بعث في الأمل للعودة للكتابة والتمثيل في الدراما التونسية، وإن شاء الله سأقدم الأفضل في الجزء الثاني من مسلسل "نوبة" الذي بدأ بوشناق في كتابته... * وماذا عن حسين المحنوش السيناريست؟ - أعتقد أنه ثمة بوادر طيبة سنكشف عنها لاحقا بخصوص اتفاق مبدئي حول إنتاج مسلسلي "سنابك على الجمر" لرمضان القادم. * وما الجديد بخصوص مسلسلك عن الولي الصالح أبي الحسن الشاذلي؟ - سناريو "أبو الحسن الشاذلي" يقرأ على أنه عمل ديني، لكنه ليس كذلك بالمرة، بل هو عمل درامي تاريخي يأتي في فترة مهمة جدا من التاريخ العربي، وهي القرن السابع للهجرة، فترة عاش خلالها الولي الصالح أبو الحسن الشاذلي، لذلك تناولت حياته لعلاقته المتينة بأحداث هامة من هذه الفترة التاريخية، وبنيت هذا العمل، على شخصيات فاعلة وثرية، يجد فيها الممثل فضاء رحبا للإبداع والتميز، لأنني في كتابتي للشخصيات أهتم كثيرا بجانبها النفسي، والجميع يتذكر نجاح كل شخصيات "الدوار" لأنها مكتوبة بحرفية، وبالتالي يؤسفني أن لا تجد من يغوص في هذه الجوانب الهامة. * هل تابعت أعمالا درامية أخرى في رمضان إلى جانب مسلسل "نوبة"؟ - في الحقيقة تابعت بعض الحلقات من بعض المسلسلات، على غرار مسلسل "مشاعر"، الذي أعجبني فيه التصوير وأداء الممثلين، وخاصة مريم بن شعبان، التي أبدعت كما كان مسلسل "المايسترو" رائعا على عدة مستويات، لكن أكثر مسلسل تابعته، هو "نوبة" وبكل تجرد هذا العمل رائع فهو عمل واقعي إلى أبعد الحدود، يعود بنا إلى واقع مرير، أحبه التونسيون كما أحببناه (فريق العمل)، وميزة هذا المسلسل كونه متفردا ولديه خصوصية تجعله لا يشبه أي مسلسل آخر. * هل ابتعدت عن المسرح؟ - قطعا لا، فأنا الآن بصدد التمارين على مسرحية من تأليفي وإخراجي عنوانها "مملكة الذهب"، ويشارك فيها ممثلون من أبناء الفرقة المسرحية القارة للضاحية الشمالية، ومن بينهم نور الدين العياري وعبد الرحمان محمود وأحمد المحنوش ولمياء العمري ونورهان بوزيان، وتتناول المسرحية الحياة السياسية والاجتماعية في دول العالم الثالث، وهيمنة القوى الكبرى على شعوب هذا العالم.