فيما خيرت بعض القنوات التلفزية التونسية التخلي عن منوعات سهرة عيد الفطر قدمت كل من الوطنية الأولى وقناة الحوار التونسي سهرتين غابا عنهما أي نوع من الاجتهاد والتصور والإبداع وغلب عليهما التكرار والاجترار مشهد يتكرر على الفضائيات التونسية في مثل هذه المناسبات فهي تتجند في اعداد سهرات خاصة احتفالا بحلول العيد وان تختلف هذه السهرات من حيث الفضاءات والديكور والمنشطين فانها تتشابه في المضامين وحتى في الضيوف من الفنانين باعتبار انها مسجلة... وتتسابق التلفزات في هذه المناسبة على اعداد سهرات مختلفة سعيا لكسب اكثر عدد ممكن من المشاهدين الا ان هذه السنة فاجأت بعض القنوات مشاهديها بتقديم برمجة عادية في حين غابت السهرات الخاصة بهذه المناسبة على شاشاتها على غرار حنبعل ونسمة والتاسعة وقدمت كل من الحوار التونسي والوطنيتين منوعتين غلب عليهما التكرار لمنوعات البرمجة الشتوية دون ادنى اجتهاد ...سهرات مملة تقليدية في غياب تام لأي تصور وابتكار ..اجترار للقديم سقط في الرداءة حد الابتذال! منشط وعدد من الفنانين يتداولون على الغناء يهرجون من حين الى آخر دون ادنى احترام لذوق المشاهد فبدا المشهد هزيلا خاصة فيما يتعلق بقناة الحوار التونسي التي واصلت في سهرة ليلة العيد مع سياسة الإنغلاق على ذاتها ومثلما تعودت دعت عددا من الوجوه المتداولة في منوعاتها من فنانين وممثلين و أسماء مستهلكة ملها الجمهور ... فمنذ سنوات تعيش هذه التلفزات حالة من التكرار لنفس المضامين تؤثثها وتنشطها وجوه اعلامية وفنية اهترأت وملها المشاهد في الوقت الذي تزخر فيه الساحة الاعلامية والثقافية والفنية بوجوه شابة من كل الميادين... عموما جاءت المنوّعات التلفزية الخاصّة بليلة العيد متجاهلة لمبدإ التصور والخلق فبدت خالية من الابتكار وفاقدة للابداع والخلق في صنع مقوّمات فرجة جديدة ومحتوى اعلامي غير مستهلك اذ لم ترتق الى مستوى منوعات التلفزات الاجنبية وخاصة الفرنسية التي تؤكد في كل مرة مدى قدرة المشرفين عليها في استنباط الافكار وانتقاء الضيوف حتى يستجيبوا لشروط المنافسة وارضاء انتظارات الجمهور