شهد حزب مشروع تونس نهاية الأسبوع الماضي عددا من الاستقالات التي تباينت حولها المبررات والدوافع وتزامنت مع اعلانه الدخول في مسار توحيدي مع مجموعة الحمامات لنداء تونس، فما هي خفايا هذه الاستقالات والخلافات التي ظهرت في الحزب مؤخرا؟ تونس-الشروق-: وبالعودة الى مستجدات الاحداث في حزب مشروع تونس، اعلنت قيادة الحزب السبت المنقضي امضاء وثيقة اتفاق تحالف مع نداء تونس (مجموعة الحمامات) ينص على الانطلاق في مسارات توحيدية تجمع الحزبين وتنفتح على القوى السياسية من العائلة الوسطية، ومن المرتقب ان يتم الاعلان عن دمج الكتلتين البرلمانيتين واعلان تحالف الحزبين في الندوة المرتقبة اليوم والمخصصة لتقديم تفاصيل هذا الاتفاق. استقالات واثر هذا الاتفاق اعلن رئيس النيابة الخصوصية السابق لبلدية صفاقس عماد السبري عن انسحابه من مشروع تونس وبرر قراره بتدوينة على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي كتب فيها:''على خلفية اندماج المشروع مع شق الحمامات اعلن انسحابي بصفة رسمية من حزب خلته للحظة ملاذا لشرفاء هذا الوطن». كما اعلن 11 عضوا من المكتب الجهوي لمشروع تونس ببن عروس استقالتهم من الحزب متهمين الكاتب العام الجهوي بعدم اتخاذ قرارات في سياق تطويق الازمة متهمين رئيس الحزب محسن مرزوق باللامبالاة بعد ان راسلوه في الغرض يوم 20 ماي الماضي، فماهي علاقة هذه الاستقالات بالتحالف المعلن مع نداء الحمامات وماهي خلفية الخلافات التي يعيش على وقعها الحزب. صراع القائمات اسباب الانقسامات والاستقالات والخلافات تبدو عديدة ومتعددة ويتداخل فيها الذاتي والموضوعي، فمن وجهة نظر النائب صلاح البرقاوي فهي تتركز وفق رأيه في ضعف النضالية والانتماء لدى البعض، ويفسر البرقاوي هذه الاستقالات بتقديم بعض الاشخاص لمصالحهم الشخصية على المصلحة الوطنية والمصلحة الحزبية من خلال مواجهة عدم تواجدهم في مناصب بالاستقالة وتشويه الحزب. البرقاوي اعتبر ان هذه الحالة لا تهم حزبه فحسب، حيث عاشت احزاب اخرى على غرار افاق تونس والحزب الجمهوري والمسار بعمليات مشابهة تمت فيها مفاضلة عدد من السياسين بين البقاء في الحزب أو في الحكومة فاختاروا الاستقالة من احزابهم تشبثا بالمناصب مضيفا بأن عماد السبري لم ينتم الى مشروع تونس وكغيره من المستقيلين الذين تقربوا من الحزب طمعا في تزكية للمشاركة في الانتخابات التشريعية فلما صار العكس بادروا بالاستقالات. ومن الأسباب الاخرى ما كشفه مصدر من مشروع تونس «للشروق» يتعلق أساسا بعملية التحالف مع نداء تونس شق الحمامات، وذلك لأن الانطلاق في المسار التوحيدي بين الحزبين سواء عبر الاندماج أو التحالف سيقضي بوجود منحى تشاركي في اختيارات القائمات المشاركة في الانتخابات التشريعية لافتا الى أن هذه العملية ستقلل من حظوظ عديد المنتمين الى الحزب في المشاركة باسمه في التشريعية القادمة. حسابات تموقع كل ما تقدم من اسباب في الواقع لا يحجب وجود غضب في قواعد حزب مشروع تونس من السلوك السياسي للقيادة والذي بقي يراوح مكانه في التموقع في كل مرة،بداية من اعلان الانسحاب من الحكومة في جانفي الماضي والدعوة الى تغيير الحكومة بعد 6 اشهر من ذلك التاريخ ثم التفاوض مع نداء تونس حول المسار التوحيدي قبل تعليقه وصولا الى العودة الى الحكومة بعد التحوير الوزاري وقرار العودة الى التحالف مع جزء من النداء. وفي هذا السياق يرى عماد السبري ان اغلبية قواعد مشروع تونس رافضة لعملية الاندماج مع شق الحمامات معتقدا ان لا مصلحة في ذلك للحزب طالما وان النداء وقع افراغه ولم يبق فيه غير من لهم اغراض شخصية انتخابية واضاف السبري ان التحالف او الاندماج بين مشروع تونس ونداء تونس شق الحمامات ستكون له تبعات وخيمة حيث من غير المنطقي ايجاد تبريرات لخروج محسن مرزوق من نداء تونس لاسباب يعلمها الجميع ثم اتخاذ قرار بالعودة الى جزء منه. حسابات الانتخابات تؤجج الخلاف تشير المعطيات المتداولة في كواليس حزب مشروع تونس الى وجود خلافات داخلية بشأن صيغة المشاركة في الانتخابات التشريعية على ضوء التحالف المعلن مع نداء تونس شق الحمامات وتأثيره في تقليل حظوظ بعد القيادات في الحزب من التواجد في قائمات الحزب التي سيخوض من خلالها الاستحقاقات القادمة.