أصرّ الرئيس الحالي للإفريقي منذ توليه هذا المنصب على الالتقاء دوريا بالأحباء وأهمل في المقابل كل الجوانب الأخرى إذ لم يلتق باللاعبين على امتداد أكثر من سنة إلا نادرا ولم يتحول لملاقاة رئيس الجامعة مثلا في أكثر من موعد رغم أن الأخير كان يسعى لمساعدة نادي باب الجديد ولم يكلف نفسه الحديث مع المسؤولين السابقين حتى من باب المجاملة. خطة اليونسي كانت واضحة منذ البداية وهي التشبث بالكرسي ولذلك خصّص كامل وقته للتجول بين خلايا الأحباء داخل تونس وخارجها وهو لا يتجاوب مع مكالمات اللاعبين ولكنه في المقابل على اتصال دائم بالأحباء. رهان فاشل اليونسي راهن دائما على الأحباء عساه يجدهم يوم يفرض عليه انعقاد جلسة عامة وهو يعلم أن هذا اليوم آت لا محالة. ولكنه كان رهانا فاشلا لأن أحباء فريق الشعب أكبر من أن يقع «تدجينهم» لأنهم لا يؤمنون إلا بالولاء لناديهم وأحباء الإفريقي مستعدون لمناصرة أي شخص وفيّ للإفريقي وليس لشخص مستعد ل«بيع» حتى عشب الحديقة من أجل التشبث بمن قادوا الفريق إلى الهاوية. أحباء النادي الإفريقي لا يمكن أن يتعاطفوا إلا مع الشخص الذي يعمل بصدق وبوضوح حتى إن كانت النتائج دون المطلوب لأنهم يعلمون حجم الدمار الذي تركه الرياحي والخليفي واليونسي. صدام مع الأحباء في الحمامات رغم حرص رئيس الإفريقي على الالتقاء دوريا بالأحباء وهو الذي التقاهم في نهاية الأسبوع الفارط في الحمامات فإن أغلب الحاضرين دخلوا في صدام مع اليونسي خاصة عندما أكد لهم أنه غير مستعد لوضع اليد في اليد مع المسؤولين السابقين لأنهم حسب تعبيره عملوا على انتقاد الهيئة الحالية. رئيس الإفريقي الحالي أكد للأحباء على الأقل ضمنيا أنه متشبث بالكرسي أكثر من أي وقت مضى وأنه متشبث أيضا بالعاملين معه وفي مقدمتهم مجدي الخليفي (الذي أصبح دوره فجأة تلميع صورة رئيس الجامعة) وأكد تصريحا هذه المرة وليس تلميحا أن إعادة أبناء النادي سواء المسؤولين أو الفنيين يدخل في باب المستحيلات وهذا ما أغضب الأحباء. انقلاب مفاجئ في موقف الهيئة غضب الأحباء في الحمامات وصدامهم مع الهيئة جعل هذه الأخيرة تروّج لاستعدادها للتعاون مع المسؤولين السابقين بل أن مجدي الخليفي ذكر أسماء بعينها مثل يوسف العلمي وهذا يدخل أولا في امتصاص غضب الأحباء وثانيا في إطار سياسة الهيئة التي تميزت به منذ وصولها الحديقة والمتمثل في بيع الوهم. والأمر لم يقتصر على الجانب الإداري بل طال الجانب الفني إذ قيل إن الإفريقي اتفق مع لسعد الدريدي كمدرب أول ومع مارشان كمدير فني ولا بد من الإشارة هنا أن الشقين الموجودين داخل هيئة الإفريقي يروّجان معا لهذه المسائل. النوم في العسل بعيدا عن الأشياء التي تروّج لها الهيئة مثل حسم مسألة المدرب أو القيام ببعض الاتصالات تمهيدا لفتح ملف الانتدابات أو إشاعة التجديد لياسين الشماخي فإن المؤشرات تؤكد أن الهيئة تواصل النوم في العسل وهي لا تجيد إلا الالتقاء في احدى المقاهي رغم أن الوضعية الحالية حرجة جدا والهيئة مطالبة بالتحرك في كل الاتجاهات الفنية والمالية والإدارية وحتى القانونية وإذا لم تفعل ذلك فإن الأيام القادمة لا تحمل إلا اللون الأسود. المؤلم فعلا أن الهيئة غير واعية بالمأزق الحالي وغير واعية بخطورة المرحلة لأن اليونسي رافض للاستماع إلى كل الأصوات الأخرى غير صوت الخليفي والوسلاتي. غضب الأحباء قادم الحديث إلى أحباء الإفريقي في العاصمة وخاصة داخل الجمهورية أي خلايا الأحباء يتأكد أن غضب الأحباء قادم لأنهم تأكدوا أن الهيئة الحالية لا يمكن أن تتحرّك بدافع ذاتي. خلايا الأحباء من المنتظر أن يتحركوا ويبادرون بالتنسيق في ما بينهم والأكيد أن الأيام الثلاثة القادمة ستحمل الجديد ومن شبه المستحيل أن يستمر الوضع على ما هو عليه.