تونس (الشروق) السّيد نور الدين عبيدي (47 سنة) أصيل جهة حفوز ويُقيم منذ الولادة بضواحي مدينة المرسى اختار نشر العبير الفوّاح المشمُوم من خلال بيعه بوسط مدينة «أم القلوب» بالانتصاب الوقوفي أو التجوال الترويجي على طول شارع بورقيبة والكورنيش ومداخل الشاطئ العامر. وفي لقاء معه بدأ «سي نور الدين» حديثه بالقول بأنّ علاقته بالمشمُوم بدأت في سنّ العاشرة وتعلّم أصول المهنة عن «أكابر» بني عمُومته بالمُرافقة وخبرته بالميدان قاربت الأربع عشريات ومكّنته من فنُون التواصل مع مختلف الشرائح العمريّة وتكوين شبكة حرفاء قارّة موسميّة وعابرة من محبّي المشمُوم خصوصا خلال أشهر فصل الصّيف والاصطياف من التونسيّين والأشقاء العرب إضافة إلى السّواح الأجانب. وأضاف «سي نور الدين» بأن المشمُوم نوعان في الصّيف هما الفلّ والياسمين وفي الربيع الزهر وفي الشتاء «البهيرة». وبالنّسبة إليه يقتني مشمُوم الياسمين من الجنان بجهتيْ رادسوالمرسى وبالنسبة لمشمُوم الفلّ يقتنيه حاضرا بالجُملة من مُزوّدين مختصّين بالحمامات. وشدّد السيد عبيدي بأنّ مُداومته في هذه المهنة وليدة «غرام» متجدّد والتزام بتكوين وترويج العصفُور الصغير والمشمُوم الكبير و»الشَرْكَة» بجودة عالية استجابة لرغبات حرفائه لضمان ديمُومة الإقبال. واختتم نور الدين عبيدي حديثه بالقول بأنّه فخُور بمهنته في وسطه العائلي والاجتماعي وقنُوع بالعائدات الماديّة اليوميّة التي مكنته من تحقيق رغبات ومصاريف العائلة والتي تدعمه في التحضير اليومي للمادة الأولية لمهنته ويُباشر ترويج مشمُومه يوميّا من الساعة السابعة مساء إلى الساعة الرابعة فجرا بجهتيْ المرسى وقمرت وسيدي بوسعيد مع التنقل أحيانا للمدن السياحيّة والمهرجانات الصيفيّة.